تمكن فريق من الباحثين من اكتشاف ثلاثة مركبات طبيعية جديدة في حبوب البن العربي المحمصة، لم تكن معروفة من قبل، وأُطلق عليها اسم caffaldehyde (A وB وC). ويُظهر هذا الاكتشاف قدرة القهوة على أن تكون أكثر من مجرد مشروب، لتتحول إلى مصدر طبيعي لعناصر علاجية محتملة.
- فعالية تفوق الأدوية التقليدية
أظهرت الدراسات أن هذه الجزيئات تمتلك قدرة فائقة على تثبيط إنزيم "ألفا-غلوكوزيداز" المسؤول عن تحليل السكريات في الأمعاء، ما يبطئ امتصاص الغلوكوز في الدم. والأهم أن فعاليتها تفوقت على العقار الشائع أكاربوز، المستخدم حالياً في علاج مرض السكري من النوع الثاني.
- القهوة كغذاء وظيفي
يدخل هذا الاكتشاف ضمن مفهوم "الأطعمة الوظيفية"، أي الأطعمة التي تقدم فوائد صحية إضافية إلى جانب قيمتها الغذائية. فالقهوة، التي يستهلكها ملايين الأشخاص يومياً، معروفة باحتوائها على مضادات الأكسدة وقدرتها على خفض مستويات السكر والدهون في الدم، إضافة إلى دورها في حماية الأعصاب.
- منهجية بحث مبتكرة
اعتمد الفريق البحثي على تقنيات متقدمة لفك التركيب الكيميائي المعقد لحبوب البن المحمصة، من بينها:
الرنين المغناطيسي النووي (NMR)
الطيف الكتلي (LC-MS/MS)
وتكمن أهمية هذه المنهجية في أنها أتاحت استخلاص المركبات المكتشفة دون الحاجة إلى عمليات فصل كيميائية معقدة، مما وفر الوقت والموارد.
- نتائج واعدة لتطوير أدوية طبيعية
لم يقتصر الاكتشاف على المركبات الثلاثة الجديدة فحسب، بل شمل أيضاً ثلاثة جزيئات نادرة أخرى موجودة في القهوة، أظهرت جميعها قدرة على إبطاء امتصاص السكر في الدم بشكل ملحوظ، ويفتح هذا الباب أمام تطوير أدوية طبيعية وفعالة يمكن أن تحدث ثورة في طرق علاج مرض السكري.
- آفاق مستقبلية
يؤكد الباحثون أن أهمية هذا الإنجاز لا تقتصر على كشف فوائد جديدة للقهوة، بل تشمل أيضاً تقديم منهجية بحث مبتكرة قابلة للتطبيق على أطعمة أخرى معقدة التركيب. وهو ما يعزز الآمال في إيجاد حلول غذائية طبيعية لمكافحة الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Beverage Plant Research، مما يسلط الضوء على قيمة القهوة العربية كأحد أهم الموارد الطبيعية ذات الأبعاد الصحية والاقتصادية معاً.