توصل باحثون في دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة ولاية ساو باولو (UNESP) في البرازيل إلى أن النظام الغذائي الفقير بالبروتين أثناء الحمل والرضاعة قد يؤدي إلى أضرار طويلة الأمد في الجهاز التناسلي للأبناء الذكور.
أظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة Biology Open، أن تقييد البروتين لدى الأمهات يسبب تغييرات في بنية ووظيفة البربخ، وهو العضو المسؤول عن نضج الحيوانات المنوية وتخزينها. هذه التغيرات أدت إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية مما قد يؤثر سلباً على الخصوبة في مرحلة البلوغ .
تفاصيل الدراسة
قام العلماء بتقسيم إناث الجرذان الحوامل إلى ثلاث مجموعات:
مجموعة ذات غذاء طبيعي.
مجموعة تلقت نظاماً يحتوي على 17% بروتين.
مجموعة ذات نظام منخفض البروتين بنسبة 6% فقط.
عند متابعة النسل، لوحظ أن البربخ لدى الجرذان المولودة من أمهات عانين من نقص البروتين كان أقصر طولاً وتعرضت بنيته الداخلية لوظائف غير طبيعية، شملت:
اضطرابات في ديناميكيات السوائل داخل القناة.
تغيرات في تكوين الأوعية الدموية الجديدة.
انخفاض في التعبير عن بروتينات أساسية.
تأخر في تمايز الخلايا المبطنة للبربخ.
كل هذه التغيرات أدت إلى إعاقة نضج الحيوانات المنوية بشكل كامل، ما انعكس سلباً على قدرتها على الإخصاب.
التأثيرات بعيدة المدى
أشارت الأستاذة راكيل فانتين دومينيكوني من معهد العلوم البيولوجية في الجامعة إلى أن هذه الدراسة تثبت أن سوء التغذية لدى الأم لا يقتصر أثره على صحتها فحسب، بل يمتد إلى الصحة التناسلية للأجيال المقبلة. وأضافت:
"مكافحة الجوع وانعدام الأمن الغذائي لا تساهم فقط في تحسين صحة الأمهات، بل تمنع أيضاً أمراضاً خطيرة وتدعم رفاهية الأجيال القادمة."
الرابط بين سوء التغذية والأمراض المزمنة
تندرج هذه النتائج ضمن مجال بحث يُعرف بـ أصول الصحة والمرض التنموية (DOHaD)، والذي يربط بين سوء التفاعل بين الجينات والبيئة في المراحل المبكرة من الحياة وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل:
السكري
السرطان
أمراض القلب
أمراض الجهاز التنفسي
تكشف هذه الدراسة أن نقص البروتين في غذاء الأم أثناء الحمل والرضاعة ليس مجرد خلل غذائي، بل قد يترك بصمة وراثية وبنيوية تؤثر على الخصوبة وصحة النسل الذكوري مدى الحياة.