الكشف المبكر عن الأمراض العصبية
دراسات و أبحاث
الكشف المبكر عن الأمراض العصبية
6 أيلول 2025 , 14:18 م

أعلن علماء من مدرسة إيكان للطب في مستشفى ماونت سايناي بالولايات المتحدة عن إنجاز طبي غير مسبوق، حيث تمكنوا لأول مرة من استخدام تحليل الشعر كوسيلة لتشخيص مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) . ونشرت نتائج الدراسة في مجلة eBioMedicine العلمية المرموقة.

الشعر كأرشيف بيولوجي

يُعتبر شعر الإنسان بمثابة «أرشيف زمني» للتفاعلات البيوكيميائية في الجسم، إذ يخزن التغيرات التي تحدث على المستوى الخلوي قبل ظهور الأعراض السريرية، ومن خلال تحليل العناصر المعدنية في الشعر، تمكن الباحثون من رصد اضطرابات مميزة في عمليات الأيض لدى مرضى ALS، الأمر الذي قد يُحدث نقلة نوعية في سرعة ودقة التشخيص.

ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)؟

ALS هو مرض عصبي تنكسي خطير يؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية الحركية تدريجيا، مما يسبب فقدان القدرة على التحكم بالعضلات، عادةً ما يستغرق التشخيص 10 إلى 16 شهرًا من ظهور الأعراض الأولى، وهو وقت ثمين يضيع على المرضى قبل بدء العلاج.

متوسط العمر المتوقع بعد التشخيص يبلغ نحو 3 سنوات، لكن:

20% من المرضى يعيشون أكثر من 5 سنوات

10% يعيشون أكثر من 10 سنوات

5% فقط يتجاوزون 20 عاما

هنا تأتي أهمية التشخيص المبكر، الذي يمكن أن يحسن جودة الحياة ويطيل فترة البقاء.

كيف تم إجراء الدراسة؟

قام الباحثون بتحليل عينات شعر من 391 شخصا، بينهم 295 مريضا بـ ALS و96 متطوعا سليما.

باستخدام تقنية التحليل الطيفي بالكتلة مع البلازما المقترنة بالحث (ICP-MS) والليزر، تمكن الفريق من رصد التغيرات الدقيقة في التركيب العنصري للشعر بدقة عالية، حيث تم تسجيل نحو 800 نقطة زمنية لكل خصلة شعر بمعدل كل 2 إلى 4 ساعات.

تمت مراقبة مستويات 17 عنصرا منها: النحاس، الزنك، المغنيسيوم، الكروم، والرصاص.

النتائج المفصلية

أظهرت النتائج أن مرضى ALS يعانون من اضطرابات واضحة في شبكات العناصر المعدنية داخل أجسامهم، خصوصا فيما يتعلق بالنحاس.

عند الرجال: لوحظ خلل قوي في التوازن بين النحاس والزنك.

عند النساء: ظهر اضطراب أكبر في العلاقات بين الكروم والنيكل.

مستقبل التشخيص

في الوقت الحالي، يعتمد الأطباء على فحوصات معقدة مثل البزل القَطَني (سحب السائل النخاعي) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وهي إجراءات باهظة التكاليف وغير مناسبة للكشف المبكر على نطاق واسع.

أما تحليل الشعر فيُعد طريقة أبسط وأقل تكلفة، مما يمنحه إمكانيات كبيرة ليصبح أداة تشخيصية عالمية تساعد الأطباء في البدء المبكر بالعلاج وتحسين حياة المرضى.