أعلن علماء من جامعة سيتشينوف الطبية الروسية عن اكتشاف علمي واعد يكشف عن الإمكانات الفريدة للخلايا الجذعية المستخرجة من الأغشية الجنينية (الأمينوتيّة) بعد الولادة، مؤكدين أنها تمتلك قدرة استثنائية على تنشيط آليات التجديد الذاتي داخل الجسم وتحويلها إلى أنواع مختلفة من الخلايا الحيوية.

ما الذي يجعل هذه الخلايا مميزة؟

وفقاً للباحثين، تُظهر هذه الخلايا قدرة مدهشة على التحوّل إلى:

خلايا عضلة القلب

خلايا الكبد

الخلايا العصبية في الدماغ

وهو ما يجعلها ذات قيمة كبيرة في علاج تلف الأعضاء وإحياء الأنسجة المتضررة. كما أنها تتمتع بدرجة أمان أعلى مقارنة بأنواع أخرى من الخلايا الجذعية.

كيف تعمل هذه الخلايا داخل الجسم؟

يشير العلماء إلى أن الخلايا الأمينوتية تهيّئ بيئة مناسبة لبدء عملية الشفاء داخل العضو المصاب، وذلك من خلال:

إفراز السيتوكينات

إنتاج الإكسوسومات

وهما عاملان أساسيان في نقل الإشارات بين الخلايا وتحفيز عمليات التجديد.

نتائج واعدة في التجارب الحيوانية

1. إصلاح أنسجة القلب بعد الجلطات

عند زرع هذه الخلايا في قلوب فئران بعد إصابتها باحتشاء عضلة القلب، تحولت الخلايا إلى:

خلايا للأوعية الدموية

خلايا عضلة القلب

مما ساهم في تحسين وظائف القلب.

2. تعزيز وظائف الكبد

في تجارب أخرى، تحولت هذه الخلايا إلى خلايا كبدية، الأمر الذي ساعد الحيوانات المصابة بقصور كبدي على تحسين وظائف الكبد.

3. دور مهم في علاج السكري

عند حقنها في البنكرياس، تحولت إلى خلايا منتجة للإنسولين، مما أدى إلى تنظيم مستويات السكر لدى الفئران المصابة بالسكري.

تحسينات واضحة في علاج التهاب المفاصل

أظهرت الخلايا الأمينوتية فعالية كبيرة في:

تقليل الالتهاب

مكافحة الأكسدة

تحسين التئام العظام

إبطاء تآكل الغضاريف

تعزيز شفاء المفاصل بشكل يفوق الخلايا الجذعية المستخرجة من الدهون

آفاق واعدة في علاج أمراض الدماغ

اكتشف العلماء أن بعض هذه الخلايا تحمل خصائص تشبه:

الخلايا العصبية

الخلايا الداعمة (الخلايا الدبقية)

وعند زرعها في أدمغة أجنة الفئران، تحولت إلى خلايا عصبية شابة، ما يفتح المجال لتطبيقات محتملة في علاج:

الأمراض العصبية التنكسية

إصابات الدماغ

نتائج بارزة في مكافحة باركنسون

تتميز هذه الخلايا بقدرتها على إفراز الدوبامين. وعندما تم زرعها في أدمغة فئران تعاني مرض باركنسون، لوحظ:

انخفاض خسارة الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين

تحسن الأعراض الحركية

وهو ما يعزز الأمل في علاجات جديدة.

هل يمكن استخدامها في علاج السرطان؟

ما يزال العلماء منقسمين حول ذلك:

بعض الدراسات تشير إلى تأثير مضاد للأورام

دراسات أخرى تحذّر من احتمال تسريع نمو السرطان

لذلك لا يزال هذا المجال في طور البحث.

تطبيقات مهمة في طب النساء والولادة

إحدى أكثر الاستخدامات الواعدة هي في:

علاج الندوب الناتجة عن العمليات القيصرية

تسريع تجديد الأوعية الدموية

دعم إعادة بناء بطانة الرحم (الاندومتر)

وأكدت البروفيسور ناتاليا تريفونوفا أن آلية التواصل بين الأم والجنين، والتي تعتمد على هذه الخلايا، يمكن استغلالها لعلاج العديد من الأمراض النسائية.