كشفت مجموعة من العلماء الشباب في جامعة البلطيق الفيدرالية باسم إيمانويل كانط عن تطوير تقنية طبية جديدة قد تُحدث تحولاً كبيراً في علاج الانتباذ البطاني الرحمي ، وهو أحد أكثر الأمراض النسائية انتشاراً، ويصيب نحو 15% من النساء حول العالم. يعتمد الابتكار الجديد على استخدام جزيئات نانوية تستهدف خلايا المرض بدقّة، مما يفتح الباب أمام علاج فعّال دون الحاجة لتدخل جراحي.

يأتي هذا المشروع كجزء من مبادرة بحثية يقودها طالب دراسات عليا في مركز «المواد الذكية والتطبيقات الطبية الحيوية»، وقد تم اختياره ضمن أفضل 20 مشروعاً في برنامج SechenovTech، مما منحه دعماً للتطوير ضمن مسرّع طبي حيوي مدته ثلاثة أشهر.

تقنية علاجية مبتكرة باستخدام الجزيئات النانوية

تعتمد التكنولوجيا الجديدة على مبدأ الإيصال الدقيق للجزيئات النانوية إلى الأنسجة المصابة، ثم تسخينها باستخدام مجال مغناطيسي أو ليزر بالأشعة تحت الحمراء.

يؤدي هذا التسخين الموضعي إلى تدمير الخلايا المسببة للانتباذ البطاني الرحمي دون الإضرار بالأنسجة السليمة.

مميزات التقنية مقارنة بالعلاجات التقليدية:

أقل ضرراً من الجراحة التي قد تسبب التصاقات ومضاعفات.

أكثر أماناً من العلاجات الهرمونية التي تؤدي عادةً إلى آثار جانبية على الجسم بالكامل.

علاج دقيق وموجّه يعتمد على استهداف الخلايا المريضة فقط.

إجراء قليل التوغل لا يحتاج إلى عمليات كبرى.

السوق الطبية وإمكانات العلاج المستقبلية

تشير التقديرات إلى أنّ السوق الروسية وحدها قد تحتاج إلى ما يقارب

6,774,023 وحدة من هذه التقنية العلاجية، وهي الكمية التي يمكن أن تستهلكها النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي.

كما تُسجّل روسيا سنوياً نحو 170,000 حالة جديدة قد تستفيد من هذا العلاج المبتكر، مما يعكس إمكانات سوقية كبيرة وفرصاً لنمو الشركات الناشئة العاملة في التكنولوجيا الطبية.

تحويل البحث العلمي إلى تطبيق عملي

توضح إيلينا كاباكوفا، نائب مدير حاضنة الشركات الناشئة في الجامعة، أن الفريق البحثي يعمل حالياً على مواءمة التقنية مع احتياجات السوق والقطاع الطبي.

ويجري التعاون مع أطباء متخصصين وروّاد أعمال في مجال التكنولوجيا الطبية لتطوير تصور كامل عن كيفية:

تطبيق التقنية عملياً في العيادات

تحديد موقعها ضمن رحلة علاج المريضة

وضع نموذج عمل فعّال يجذب المستثمرين والمستشفيات والجهات الداعمة.

وتؤكد أن هذه الخطوات ضرورية لتحويل الابتكار من تجربة مخبرية إلى حلّ طبي مبتكر قابل للاستخدام على نطاق واسع.