يُعتبر الريتينول – وهو أحد أشكال فيتامين A – من أبرز المكونات المستخدمة في مستحضرات التجميل لمكافحة التجاعيد والبشرة الباهتة، ويمكن للجسم الحصول على فيتامين A من مصادر غذائية مثل الجزر (الغني بالبيتا كاروتين)، البيض، الجبن، والأسماك الدهنية، لكن الريتينول الموجود في كريمات البشرة عادة ما يُصنع مخبرياً.

بدأ استخدام الريتينول بشكل واسع في منتجات العناية بالبشرة قبل نحو 20 عاماً، لكن الأبحاث حول فعاليته لا تزال متباينة، فبحسب تقرير لمجلة Popular Science، أظهرت الدراسات نتائج متناقضة بين وعود التسويق والحقائق العلمية.

كيف يعمل الريتينول؟

يوضح خبراء الكيمياء التجميلية أن الريتينول يتحول بعد امتصاصه عبر الجلد إلى حمض الريتينويك، الذي يسرّع من تجديد الخلايا ويحفّز عمل الخلايا الليفية (Fibroblasts) المسؤولة عن إنتاج الكولاجين، النتيجة: بشرة أكثر مرونة وتجاعيد أقل وضوحاً مع الاستخدام المنتظم. 

الريتينول في مستحضرات التجميل

وقد أكدت دراسة نُشرت عام 2019 في مجلة Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology هذه التأثيرات الإيجابية.

فعالية مشكوك فيها

مع ذلك، أظهر تحليل لتسعة تجارب سريرية نُشر عام 2021 أن الفارق بين كريمات الريتينول والعلاجات الوهمية (Placebo) كان طفيفاً في معظم الحالات، بينما تم تمويل ثمانية من هذه الدراسات من قِبل الشركات المنتجة، مما أثار شكوكاً حول حيادية النتائج.

بدائل الريتينول

في المقابل، أظهرت أبحاث أن التريتينوين (وهو أحد مشتقات الريتينول يُصرف بوصفة طبية) يقدم نتائج واضحة، إذ يحسن التجاعيد ويقلل التصبغات ويعيد إشراقة البشرة خلال شهر واحد فقط، مع استمرار التأثير حتى عامين.

أما من لا يتحملون الريتينول، فهناك بدائل فعّالة مثل:

الباكوشيول: مركب نباتي أظهر فعالية مشابهة للريتينول مع آثار جانبية أقل.

الديفينسينات: وهي ببتيدات تحفّز نشاط الخلايا الجذعية في البشرة، ما يعزز تجديدها.

نصائح الاستخدام الآمن

يشدد أطباء الجلدية – مثل الدكتورة هانا كوبلمان من نيويورك – على أن النتائج تحتاج إلى الصبر والانتظام. أهم القواعد:

البدء بتركيز منخفض (0.25%) مرتين أسبوعياً، وزيادته تدريجياً.

تجنّب الجرعات العالية في البداية لتفادي التهيج.

استخدام واقٍ شمسي بمعامل حماية لا يقل عن SPF 30، لأن الريتينول يزيد من حساسية الجلد للشمس.

الامتناع عن استخدامه للحوامل والمرضعات.

الريتينول ليس معجزة فورية، بل مكوّن فعّال يحتاج إلى الاستخدام الصحيح والمتدرج للحصول على نتائج واضحة. كما أن بدائله الطبيعية والطبية توفر خيارات إضافية للراغبين في تحسين صحة وجمال بشرتهم بأمان.