أعلن علماء من جامعة نيجني نوفغورود الحكومية باسم نيكولاي لوباتشيفسكي عن تطوير نظام آلي جديد قادر على تشخيص مرض الصرع بدقة تتجاوز 90%، مع القدرة على التنبؤ باحتمالية الإصابة بالمرض حتى قبل ظهور النوبات. وقد نُشرت نتائج هذا الإنجاز في مجلة Communications in Nonlinear Science and Numerical Simulation.

النظام يعتمد على خوارزميات التعلم الآلي لتحليل النشاط الإيقاعي للدماغ من خلال تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، حيث يتم استخدام نحو 200 مؤشر من إيقاعات الدماغ للكشف عن الاضطرابات العصبية. هذا يسمح باكتشاف التغيرات المرضية في الدماغ خلال المرحلة ما قبل ظهور الأعراض، وهو ما يمثل طفرة في التشخيص المبكر.

التحديات في التشخيص التقليدي

عادةً ما يتطلب تشخيص الصرع عبر تخطيط الدماغ تسجيل النشاط الكهربائي لساعات طويلة، ولا يتمكن الأطباء من تأكيد التشخيص إلا عند ظهور نوبة فعلية مسجلة على جهاز EEG، إلا أن نحو 30% من الحالات لا يتم فيها رصد النشاط الصرعي، كما أن الفترات بين النوبات قد تكون طويلة جدا، ما يصعّب التشخيص.

ولهذا السبب، يقترح الباحثون الاعتماد على تحليل النشاط الدماغي بين النوبات لتحديد احتمالية وجود المرض.

تطبيقات طبية ومهنية واسعة

يؤكد الخبراء أن الطريقة الجديدة يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في مراقبة الطيارين والسائقين والعاملين في القطاعات ذات المسؤوليات العالية، حيث قد يشكل ظهور نوبة صرع خطرا كبيرا على حياتهم وحياة الآخرين.

خطوة نحو المستقبل

بحسب الفريق العلمي، فإن النظام الجديد سيساهم في تسريع ودقة التشخيص، وهو أمر بالغ الأهمية لبدء العلاج المبكر وتحسين حياة المرضى. كما يجري التخطيط لتطوير التقنية مستقبلا بحيث يمكنها أيضا تحديد نوع الصرع بدقة أكبر، وسيتم اختبار النموذج على قواعد بيانات سريرية في أبرز المراكز الطبية الروسية لضمان جاهزيته للتطبيق العملي.