الدم الذهبي.. فصيلة نادرة تنقذ الأرواح وتواجه صعوبات استثنائية
منوعات
الدم الذهبي.. فصيلة نادرة تنقذ الأرواح وتواجه صعوبات استثنائية
9 أيلول 2025 , 12:35 م

يشير مصطلح "الدم الأزرق" إلى الدم الملكي في أوروبا، لكن الزرقة لم تأتِ من الدم نفسه، بل من لون الأوردة الظاهر على البشرة الفاتحة مقابل بشرة عامة الناس الداكنة. أما الدم الذهبي، فهو حقيقة علمية وليست مجازا.
- ما هو الدم الذهبي ومن هم أصحابه؟
أصحاب فصيلة الدم الذهبية هم أشخاص عاديون، لكن عددهم قليل جدا على مستوى العالم، لا يتجاوز 43 شخصا معروفين حتى الآن. هذه الفصيلة استثنائية لأنها تُعد من أندر فصائل الدم، ويواجه أصحابها صعوبة في العثور على متبرعين متوافقين عند الحاجة لنقل الدم.
- تعريف فصائل الدم
فصيلة الدم تحددها البروتينات المستضدية الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء. نظام AB0 هو النظام الأساسي لتصنيف فصائل الدم البشري، ويعتمد على وجود المستضدات "A وB" والأجسام المضادة في البلازما. من هذا النظام انبثقت الفصائل الأربع الأساسية: A وB وAB وO.
تحديد فصيلة الدم ضروري لضمان نقل الدم بأمان، إذ إن عدم توافق الفصائل يؤدي إلى تفاعل مناعي قاتل بين خلايا الدم الحمراء للمريض والمتبرع، قد يصل إلى الوفاة.
- العامل الرايزيسي وأهميته
العامل الرايزيسي، المعروف بالمستضد D، هو بروتين موجود على غشاء خلايا الدم الحمراء، ويحدد استجابة الجسم المناعية تجاه الدم. إذا وُجد هذا البروتين يكون العامل الرايزيسي موجبا (+)، وإذا لم يوجد يكون سالبا (-). العامل الرايزيسي السلبي يوجد لدى نحو 15٪ فقط من البشر.
على سبيل المثال:
أصحاب فصيلة الدم O- يمكنهم التبرع لأي شخص، لذلك يُطلق عليهم متبرعون شاملون.
أصحاب فصيلة الدم O+ لا يمكنهم التبرع لمن لديهم العامل الرايزيسي سالب، رغم كونهم متبرعين شاملين جزئيا.
- الدم الذهبي النادر
الدم الذهبي هو الدم الذي لا يحتوي على أي مستضدات للعامل الرايزيسي (العامل الرايزيسي صفر). منذ اكتشافه قبل نحو 50 عاما، تم التعرف على 43 شخصا فقط يحملون هذا الدم على مستوى العالم.
يسمى هذا الدم "ذهبيا" لأنه يعتبر شاملاً، ويمكن نقله إلى أصحاب فصائل الدم النادرة الأخرى، إلا أن العثور على متبرع له يمثل تحديا كبيرا.
تم اكتشاف أول حالة دم ذهبي لدى امرأة أسترالية من السكان الأصليين عام 1961، وكان يُعتقد قبل ذلك أن الأجنة بدون مستضدات العامل الرايزيسي لا يمكن أن تنجو. وقد ثبت أن هذه الصفة ناتجة عن طفرة جينية محددة، ويمكن أن تنتقل عبر الأجيال.
- الصعوبات العلاجية والتبرع
من المفارقات أن أصحاب الدم الذهبي يستطيعون إنقاذ حياة الآخرين بسهولة، لكن إذا احتاجوا هم إلى نقل دم، فإن العثور على متبرع مناسب يكون شبه مستحيل. في مثل هذه الحالات، يُجري الأطباء بحثا عالميا، وأحيانا يُحفظ دم المريض نفسه للتبرع الذاتي أثناء العمليات الجراحية. مثال على ذلك ما حدث في موسكو عام 2015، عندما خضعت مريضة للدم الذهبي لعملية جراحية، وأُعيد ضخ دمها الذاتي إليها عند الحاجة.

المصدر: روسيا اليوم