كوهين زرع البذرة و ما بقي من عظامه بعد اكثر من خمس و أربعين عام يحصد نتنياهو غلة ليست بالبال و لا على الخاطر.
مقالات
كوهين زرع البذرة و ما بقي من عظامه بعد اكثر من خمس و أربعين عام يحصد نتنياهو غلة ليست بالبال و لا على الخاطر.
علي وطفي
9 أيلول 2025 , 17:23 م


من كان يخطر بباله ان يتم إعادة اكثر من ثلاثة الاف من مقتنياته مع عظامه (البطل الاسطورة) بالنسبة للكيان الاسرائيلي غيث (الثورة و التحرر ) المزعوم التي تبين اليوم انه تم مقايضتها بحرية و كرامة السوريين الذي طالبوا بهما بداية الإحتجاجات بتعايمات من هواتف الثريا القطرية والشهود العيان اللعبة الإعلامية ضد النظام السابق ويبدو الهدف هو حرية تل أبيب على الجغرافيا السورية برا و جوا؟

ما رفضه النظام السابق و العدو الذي لم يترك وسيلة دبلوماسية ، وساطة وحتى زيارة نيكسون كان على راس قائمة مطالبه و ثم كلينتون و كارتر وكل زيارات المسؤولين الاميركيين إلى دمشق ايام العز السياسي لعاصمة الامويين و أيضا الغربيين و روسيا حتى العرب المطبعة و لاحقا الابراهمية لم تفلح في استرداده و إغلاق الملف.

بعد الانقلاب و تغير السلطة في دمشق كان اول اختبار لها هو اغلاق الملف و بادرة حسن خضوع و سلوك كي يستقر رأسها في قصر الشعب حتى وصل الامر من اجل بقايا كمال ثابت لاعتقال رئيس الجبهة الشعبية طلال ناجي و تعذيبه و زيادة على ذلك تم نبش قبر احمد جبريل و إغلاق مقرات الفصائل الفلسطينية .. و الحبل على الجرار في التنازلات ، لم يبقى طلب وامر من نتنياهو الا و تم تنفيذه ، وهو فعليا حاكم سورية و مقرر مستقبلها ، ولو تدخل خالد مشعل مع معلميه في الدوحة و انقرة كونه استبشر خيرا بالسلطة الجديدة و دعم غير محدود من النظامين القطري. التركي ، كان بالإمكان فك الحصار ولو جزئياً مقابل عظام كوهين واشيائه ، او بابسط الاحتمالات ادخال كميات كبيرة من المساعدات إلى القطاع المعتقل المنكوب و الجائع.

في اقل من نصف عام سورية نامت سورية ليلتها الاخيرة و تصحى بدون اسنان و اطراف شيء يشبه افلام الخيال العلمي و هذا الاستسلام لم يشفع للسلطة المؤقتة ، ما زالت تل ابيب تستبيح كل شيء لدرجة انها ترفض معاهدة سلام…! وهذا منطقي في علم السياسة ما دامت تحصل و تسيطر و تضم اراضي دون رقيب او حسيب و كل داعمي (الربيع السوري) نيام اليوم حتى بكلمة استنكار لاعتدائتها. المشهد الحزين المخزي اليوم ، الجولان و معه تقريبا مساحة لبنان (حبة مسك) تم السيطرة عليها و يديها حاكم عسكري اسرائيلي ، و آخر استباحة الكلية للسيادة كانت إفتتاحية معرض دمشق باستعراض عسكري قام الطيران الاسرائيلي فوق سماء دمشق (الاموية )، مع إنزال جوي لساعات دون ان يجد من يطلق رصاصة في وجهه ، سلطة الانقلاب الواضح تكمل ما بدأه كوهين في رسم لوحة اسرائيل من الفرات إلى النيل من المساهمة في تفتيت المجتمع السوري و سحق الاقليات التي لن ترى خلاص من الخطر الوجودي الا الاستعانة بالشياطين فغريزة الحياة والبقاء مع الولادة واول خطوة الطريق هو جبل العرب في طريقه إلى الإنفصال بينما كان شرق الفرات يتأرجح في اعلان ذلك عقد ونصف ،اليوم لا اعتقد اصبح هناك مجال للتردد بموازاة قرار الشيخ حكمت الهجري ،متى تقرر السلطة الاستقلالية الخطوة الاستفزاية الى الشرق بتعليمات من رعاتها وهو ما ينتظره عبد مظلوم لإعلان الانفصال ،اما الغرب و الساحل ينتظر توافق القوى الدولية تركيا فرنسا و روسيا لانه الإقليم الاهم و الاغنى ،،ومازال اردوغان يدفع فصائله لاستمرار إجرامها بحق ابناء الساحل اينما وجدوا وآخر جريمة هي تهجيرهم من دمشق و تسريح الموظفين و فصل الاساتذة من الجامعات و المدارس و بالتالي عودتهم الى الساحل لتكتمل المهمة في الفصل الطائفي التي بدات وكانت مجازر عصابات اردوغان في الساحل تهدد الناس بالذبح او طلب حماية النظام الإخواني الاردوغاني و معروف ان من يسير ويقرر أمنيا في دمشق العاصمة هم الاتراك بالإضافة لحماية القصر، بالتالي السبب الوحيد في التاخير هو المعركة الدولية على اهم قطعة من بقايا سورية سايكس بيكو الذي على ما يبدو عفى عنه الزمن.

قطعا وجه الشرق يتغير و بسرعة نتيجة لعمل كوهينات الدؤوب في كل زوايا القرار العربي و الإسلامي ، واضح هذه الاريحية واللامبالاة بالجرائم والقتل في جغرافية الشام و برودة التعامل و ردة الفعل على مذابح من السوريين من قبل حكام دمشق ، هذا ماجعل هذه المكونات ترفض سوريتها والعودة القسرية على الدماء إلى القوقعة العرقية و المذهبية عملا بغريزة البقاء و هي خدمة لم يحلم بها من ارسل كوهين في الستينات من القرن الماضي للتجسس عسكريا ،اما النسخة المستحدثة فاق التوقعات في خدماتها .. فالنظام السابق على علاته عندما خير بين التخلي عن الجولان و إدخال الإسلاميين إلى السلطة او تقسيم البلد ، قرر الخروج و عدم فتح حمام دم من جديد بعد خدعة العرب و حضنهم المزعوم و حصار قيصر الذي لن تنتهي نتائجه هو بمثابة موت سريري للمجتمع السوري، فربما كان الخيار يكفي دماء و لياتوأ بمن يبصم لهم بالعشرة و ليتحملوا نتائج تآمرهم ، و ربما كان هو القرار الاقل سوء اعتقد ، الذي كان لابد منه بعد غياب السيد نصرالله عن المشهد وحرب همجية على المقاومة و الموقف الإيراني الذي اقل ما يقال عنه متردد و ادى إلى دومينو الكوارث و انقلاب موازين المنطقة .

يكتمل عقد الكوهينية في المشرق بشكل واضح علني دون وازع اخلاقي او وطني ،إنه كوكايين السلطة و الدكتاتورية الطائفية التي حتما في للقضاء على الشخصية السورية الوطنية التي عرفناها .

انتصر الاخوان في اطول انقلاب و أكثره دموية في التاريخ المعاصر على الارض الشامية ، بطريقة اجتمع فيه ،السياسي و الامني والعسكري التكفيري و جيش من الطابور الخامس على جميع المستويات كان الهدف هو السلطة الابدية للأكثرية بمعنى آخر ، و لم يعد مطلب الكرامة الحرية متداولة بين المعارضة التي أنشأتها اجهزة الاستخبارات بكل انواع تكتلاتها التي عرفناه تجرأ على تصريح ينتقد ما يجري من عقاب المكونات السورية ، الواضح لا يوجد قرار سياسي او مجال اعلامي تلك القنوات التي لم تبق سلاح الا و استخدمته ضد النظام القاتل الديكتاتورية السابق ، لكن سلطة الانقلاب نفسها فترة مؤقتة من خمس سنوات تزهق فيها الارواح و تقلب المجتمع السوري رايت على عقب هو امر بسيط و طبيعي اليوم.

نحن في الطريق لتسيد الحلم الصهيوني من الفرات إلى النيل وزع امارات و دويلات و كل منها سوف يعمل في خدمته و وفق ما يقرره لهم ولكل دوره هو الشرق الاوسط النتنياهوي التي لم يخفيها نتنياهو في كل مقابلة و في خطاباته عندما رسم خريطه بقسمين بالاسود و الاخضر مؤكدا ان كل ما فيها يخدم مشروعه العرب بشريا و ماليا و اليد العاملة . انه وجه هتلر القرن الواحد والعشرين و محرقة الشعوب ومن تبقى منها كالسلافينية والعرب و الآسيويون عليهم العمل السخرة و الاسود في خدمة هذا العرق ( المتفوق) الآري … و السؤال- ما لذي اختلف اليوم سوى الجغرافيا و الظروف ،اذا ما بقي الحال على ما عليه نحن في طريقنا في الشرق الاوسط إلى الرايخ الاول الاسرائيلي بلا ادنى شك و ملامحه تظهر بسرعة مهولة ، المختلف ان غالبية الشعوب العربية نتيجة الخطة الإعلامية الاسرائيلية بلسان عرب الاعلام على انواعها ، فمنها من يرحب والاخر غير مبالي بعد عقود من غسل الادمغه إعلاميا و نفسيا التي افتتحها شمعون بيريز و مالك خمسين بالمئة من اسهم قناة الجزيرة مع فريقه وضع و خط تحرريها و من خلال استراتيجية كسر التابوهات النفسية و من ثم السياسية عند العقل العربي الجمعي عام 1995 اتجاه هذا الكيان كان بداية السقوط الاخلاقي و الفكري والسياسي للنخبة والخراب العام العربي و الإسلامي تؤازرها حرب اخرى ليست اقل خطورة من ترويج قنوات تسطيح ترفيهية افرغت عقول الشباب من الابداع والبحث العلمي مليارات على التوك شو و برامج (فنية) لاصلة لها برقي الفن اصلا .

الخارطة قاتمة اليوم ، ف كوهين تسرب إلى كل مجالات حياتنا و ما زال بأشكال مختلفة و اذا استمر هذا المسار فنحن إلى الخضوع الكامل و العبودية للأقوياء او إلى بلاد امراء المذاهب والاعراق كما وصل الحال في الاندلس بملوك طوائفها. هذه المرة لن نجد "طليطلة" نقف عليها و نبكي عز يتلاشى .