شهد العالم طفرة علمية مثيرة للجدل مع إعلان فريق من العلماء في الأرجنتين عن تطوير أول خيول معدلة وراثيا باستخدام تقنية CRISPR-Cas9، التي تسمح بإضافة أو حذف أو تعديل أجزاء من الحمض النووي بدقة عالية.
- خيول بصفات استثنائية
المهور الأرجنتينية الجديدة، البالغة من العمر عشرة أشهر، تميزت بفراء بني عسلي مزخرف ببقع بيضاء، وقد جرى تعديل جين "ميوستاتين" (Myostatin) المسؤول عن الحد من نمو العضلات، مما منحها قدرات أكبر في القوة والسرعة. الهدف الأساسي من هذه التجربة هو دعم لاعبي البولو في واحدة من أقدم الرياضات التي تجمع بين ركوب الخيل والتنافس على الكرة.
ويتوقع العلماء أن تبدأ هذه المهور تدريبات ركوب الخيل في عمر السنتين، على أن تنخرط لاحقًا في تدريبات البولو بعد عام أو عامين.
- جدل علمي وأخلاقي
ورغم أن التقنية تمثل نقلة نوعية في مجال تربية الخيول، إلا أنها أثارت جدلا واسعا في الأوساط العلمية والرياضية.
قال ماركوس هيجوي، مربي خيول ولاعب بولو سابق: "الأمر أشبه برسم لوحة باستخدام الذكاء الاصطناعي - انتهى الفنان من عمله".
فيما أعلنت رابطة البولو الأرجنتينية حظر مشاركة هذه الخيول في البطولات الرسمية، معتبرة أنها "تسلب سحر تربية الخيول"، بحسب رئيسها بنيامين أرايا.
في المقابل، يرى بعض العلماء أن هذه التجربة ثورة حقيقية.
قالت مولي ماكيو، عالمة الطب البيطري: "إثبات فعالية CRISPR في الخيول يؤكد أن التربية مزيج من الفن والعلم".
بينما اعتبر البروفيسور تيد كالبفليش، عالم الوراثة: "تعديل جين ميوستاتين يمنح الخيول ميزة تنافسية، لكنه ليس بالضرورة ميزة غير عادلة، لأن التكنولوجيا باتت متاحة للجميع تقريبا".
- خلفية المشروع
يعود أصل الفكرة إلى عام 2011، حين أطلقت شركة Kheiron Biotech في بوينس آيرس مشروعها بعد متابعة مزاد لفرس نادرة.
عام 2013 وُلد أول حصان مستنسخ للشركة.
لاحقا توسع المشروع ليشمل الأبقار والخنازير المعدلة وراثيًا لأغراض بحثية وزراعة الأعضاء.
في 2017، أنتجت الشركة تسعة أجنة خيول معدلة باستخدام CRISPR.
وبحلول أواخر 2024، ولدت خمسة مهور جديدة في العيادة.
هذه التطورات تجعل الأرجنتين في صدارة الدول الرائدة بمجال التعديل الجيني للحيوانات، لكنها في الوقت ذاته تفتح بابا واسعا للنقاش حول حدود العلم وأخلاقياته.