
بقلم : حسن علي طه
على مدى العقود الثلاثة الماضية، كانت دول الخليج دوما في موقع المواجهة مع محور المقاومة. فمن قمة شرم الشيخ عام 1996 التي تلتها حرب "عناقيد الغضب"، مرورًا ببيان عام 2006 الذي وصف المقاومة بـ"المغامرين" عقب عملية أسر الجنديين وما تلاها من حرب طاحنة،
وصولًا إلى مرحلة الربيع العربي التي أفرزت حكامًا ارتضوا أن يكونوا أدوات في مشروع "الشرق الأوسط الجديد".
وليس أدل على ذلك من الدور الذي لم تقم به "أم الدنيا" مصر، وهي جارة غزة وشريانها الحيوي،
وكذلك الحرب على سوريا التي صمدت في وجه أعنف القوى واشرسها إلى أن أوقعتها الخديعة.
اليوم، غزة تتعرض لإبادة ممنهجة، فيما تُستهدف المقاومة في لبنان بحصار وضغوط سياسية واقتصادية مدفوعة الثمن من تحت "العقال العربي" و"طربوش السلطان العثماني".
وفي مقابل هذا المشهد، يظهر نتنياهو حاملا حلمه بين يديه "إسرائيل الكبرى" دون أي حرج من دول ساندته فمحى وجودها ،
دول راهنت على الحماية الاميركية
جاءت ضربة قطر لتصيب هذه الحماية في مقتل وتظهر مدى هشاشتها ، الحماية التي اعتُبرت الأغلى والأعلى ثمنًا في التاريخ.
فلا ستة آلاف مليار دولار التي غنمها ترامب منهم في 72 ساعة
ولا مليارات التسلح منعت الضربة.
بالمناسبة أين منظومة الدفاعات الجوية
ليبرز السؤال: هل ستعيد دول الخليج حساباتها وتقرأ نفسها جيدًا، بعدما تبين أن المقاومة في لبنان كانت الحصن المنيع وخط الدفاع الأول عن سيادة المنطقة بأسرها؟
إن سقوط لبنان لن يكون حدثًا محليًا فحسب، بل قد يكون مقدمة لانهيار أوسع في العالم العربي.
وفي حال إعادة دول الخليج حساباتها هل تتحول بيروت إلى اكبر ميتم لأولاد وغلمان الأمير الفرحان يزيد بن كنعان .
أم أننا أمام انكشاف لحقيقة صادمة حين تخلع المشيخات العربية عقالاتها التي تختبئ تحتها الالوسة اليهودية وجداديلها.
ختاما أثبتت التجربة أن أي رهان على الخارج وهم وتبقى المقاومة الأقل كلفة والأكثر كرامة وإن الغد لناظره قريب.