تأثير رحلات الفضاء على الخلايا الجذعية البشرية
دراسات و أبحاث
تأثير رحلات الفضاء على الخلايا الجذعية البشرية
12 أيلول 2025 , 17:59 م

أظهرت دراسة علمية حديثة أن السفر إلى الفضاء قد يسرّع عملية الشيخوخة على المستوى الخلوي لدى البشر، من خلال إضعاف إنتاج الخلايا، وزيادة تلف الحمض النووي، وتقليص أطراف الكروموسومات المعروفة باسم التيلوميرات.

وقالت الدكتورة كاترينا جاميسون من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "الفضاء هو الاختبار الأصعب لجسم الإنسان، وهذه النتائج مهمة للغاية لأنها تكشف أن الضغوط مثل انعدام الجاذبية والإشعاع الكوني يمكن أن تسرّع الشيخوخة الجزيئية للخلايا الجذعية في الدم."

وأكدت أن هذه المعرفة لا تساعد فقط في حماية رواد الفضاء خلال الرحلات الطويلة، بل تساهم أيضاً في فهم الشيخوخة البشرية والأمراض المرتبطة بها مثل السرطان على الأرض، خاصة مع توسع السفر التجاري إلى الفضاء.

الدراسة وأهدافها

قاد فريق البحث العالمة جيسيكا فام، أستاذة الكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا، حيث طور نظام مفاعل حيوي لزراعة الخلايا الجذعية الدموية (HSPCs) ودراسة سلوكها في بيئة انعدام الجاذبية.

تم إرسال المنصات التجريبية ضمن رحلات إمداد لمحطة الفضاء الدولية عبر شركة SpaceX.

بقيت الخلايا بين 32 و45 يوماً في مدار منخفض حول الأرض.

النتائج أظهرت تغيرات خلوية كبيرة خلال هذه الفترة القصيرة نسبياً.

أبرز النتائج

زيادة إنتاج البروتينات الالتهابية في بيئة انعدام الجاذبية.

انخفاض قدرة الخلايا على توليد خلايا جديدة وصحية مع مرور الوقت.

تقصير واضح في التيلوميرات، وهي المؤشرات الجينية المرتبطة مباشرة بالشيخوخة.

بعض الخلايا تعرضت لضغط شديد لدرجة أنها لم تعد قادرة على كبح نشاط "الجينوم المظلم" (DNA غير نشط عادةً)، ما أضعف وظائف الجهاز المناعي.

الجانب الإيجابي

عند إعادة الخلايا إلى الأرض وزراعتها في بيئات صحية ضمن نخاع العظم البشري الشاب، تم ملاحظة تحسن في بعض الأضرار، ما يشير إلى أن الشيخوخة المسرّعة الناتجة عن الفضاء قد تكون قابلة للعكس جزئياً.

يقول الباحثون: "نماذج الشيخوخة المتسارعة للخلايا الجذعية في الفضاء يمكن أن تساعد في فهم الشيخوخة البشرية وأمراضها مثل السرطان، كما توفر رؤى جديدة لتطوير استراتيجيات علاجية للتخفيف من تأثيرات الفضاء على الجسم."

أهمية النتائج

تمثل الدراسة خطوة محورية لفهم كيف يؤثر الفضاء على جسم الإنسان على المستوى الجزيئي.

تساعد على ابتكار طرق جديدة لحماية رواد الفضاء خلال الرحلات الطويلة إلى القمر والمريخ.

تقدم نموذجاً فريداً لدراسة الشيخوخة وتسارعها على الأرض، بما يساهم في تطوير علاجات لأمراض الشيخوخة والسرطان.

المصدر: Cell Stem Cell