تحتوي معظم واقيات الشمس الكيميائية على مركبات مثل أوكسي بنزون (Oxybenzone) وأوكتينوكسات (Octinoxate)، وهي مواد ثبت أنها تتسرب إلى المحيطات بكميات تتراوح بين 4,000 و14,000 طن سنوياً، خصوصاً خلال المواسم السياحية، هذه المواد تتراكم في البيئة وتُسهم في ابيضاض الشعاب المرجانية، أي طرد الطحالب التكافلية من أنسجة المرجان، مما يضعفه ويجعله أكثر عرضة للموت.
واقٍ شمسي من حبوب لقاح الشاي
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Advanced Functional Materials عن ابتكار واقٍ شمسي طبيعي مصنوع من حبوب لقاح زهور الكاميليا (Camellia sinensis)، وهي من عائلة نبات الشاي.
أظهرت النتائج أن هذا الجل:
يحجب الأشعة فوق البنفسجية (UVA وUVB) بكفاءة مماثلة للواقيات التجارية.
يتمتع بعامل حماية من الشمس SPF يقارب 30.
لا يسبب ابيضاض الشعاب المرجانية حتى بعد شهرين كاملين من التجارب في المختبر.
لماذا حبوب اللقاح؟
يقول البروفيسور تشو نام-جون، من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة: "نعرف أن حبوب اللقاح مقاومة طبيعياً للأشعة فوق البنفسجية، إذ صُمم غلافها لحماية محتوياتها الداخلية من الظروف البيئية القاسية، بما في ذلك ضوء الشمس."
وبما أن زهرة الكاميليا ذاتية التلقيح، فإن حبوب لقاحها غير مسببة للحساسية عادةً، ما يجعلها خياراً آمناً للبشر.
تجارب على البشر والحيوانات
أظهرت التجارب أن:
الفئران التي استُخدم عليها الجل لم تُصب بضرر جلدي عند تعريضها للأشعة فوق البنفسجية، على عكس الفئران غير المحمية.
عند تجربته على ذراع أحد المتطوعين، حافظ الجل على برودة البشرة بمقدار 5 درجات مئوية أكثر مقارنة بالكريمات الكيميائية.
جل حبوب لقاح دوار الشمس أظهر حماية ضعيفة نسبياً بعامل حماية SPF 5 فقط.
حماية الشعاب المرجانية
عند مقارنة تأثير الواقيات الكيميائية مع الواقيات الطبيعية:
المرجان المعرّض للواقي التقليدي بدأ بالابيضاض بعد يومين، وأصبح أبيض بالكامل بعد أسبوعين.
المرجان المعرّض لواقي حبوب اللقاح ظل صحياً لمدة شهرين كاملين.
الخطوات القادمة
يرى الخبراء أن هذه النتائج تمثل خطوة أولى مهمة نحو إنتاج واقيات شمسية طبيعية ومستدامة. لكن ما زال من الضروري:
اختبار تأثير الجل على كائنات بحرية أخرى.
اجتياز التجارب السريرية على البشر.
ووفقاً للباحثين، إذا نجحت هذه الخطوات، فقد يتوفر هذا المنتج تجارياً خلال خمس إلى ثماني سنوات.