*جورج عاقوري: عنزة ولو طارت
مقالات
*جورج عاقوري: عنزة ولو طارت
حليم خاتون
20 أيلول 2025 , 17:08 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

جورج عاقوري ضيف أكثر من خفيف ظل على شاشة الميادين...

استضافت شاشة الميادين أمس عدة ضيوف للتعليق على كلمة الشيخ نعيم قاسم...

كان جورج عاقوري الضيف الذي استطاع خطف الأضواء والأنفاس لعمق عبقريته التي تُميّز كل المحيطين برئاسة جمهورية لبنان في هذه الأيام السوداء من تاريخ هذا البلد...

جورج عاقوري كان فعلا The man of the show حين استطاع حتى التفوق على ضيف أميركي من جماعة ترامب لا يهم تذكر اسمه؛ يكفي انه من جماعة ترامب للدلالة على أهمية أفكاره العظيمة في تصنيف الشعوب والأجناس والأنظمة والمنظمات...

من الطبيعي أن يكون الضيف الأميركي الترامبي من فئة العنصرية الأميركية التي لا تحترم حقوق البشر إلا بمنظور جيفري إبستين ومسلسلات الإباحة الجنسية في عالم رجال المال والأعمال والسياسة...

لكن جورج عاقوري يناقض كل هذه الإنسانية عند البشر ليخرج لنا بأحدث طبعات الدونية في عالم أحادية القطب الأميركي...

يدور جورج عاقوري ويحور لكي يثبت أن ما يحق لأميركا لا يحق لإيران وأن حزب الله لا يمتلك أية حقوق...

يتفوق جورج حتى على انطوان زهرا في العقدة النفسية من كل ما يسمى مقاومة لإسرائيل ومَن وراء إسرائيل...

هو نسخة أخرى لفؤاد مخزومي وأشرف ريفي يجدر عرضها على آخر ما توصلت اليه أبحاث علوم النفس "للرجل الصغير" وفقا لأحد الفلاسفة الألمان في كتابه:

"Le petit homme"...

كما مخزومي وريفي وشلة المرضى النفسيين، ينام جورج عاقوري ويستيقظ مهلوسا بعالم إيران وحزب الله...

في برنامجين متتاليين، استطاعت الميادين إظهار وجهين أليفين في عالم "الزنوج والامريكان" التي برع في تصويرها الشيخ إمام في إحدى أهم محطاته في مقارعة الامبريالية بالغناء السياسي:

السيد الأميركي الأبيض الذي عبر عنه الضيف الأميركي ثقيل الظل...

وآخر طبعة للدونية أمام هذا السيد الذي عبر عنه جورج عاقوري...

هل وصلت لغة منطق الذل إلى الإعلام المقاوم بعد تربعها على عروش شاشات من يدفع أكثر؟

بعد الخذلان الكبير من البريكس وشنغهاي؛ بعد أن باع الروس سوريا بالبلاش، بدا أن هناك تشبثا بالتعرف على الرأى الآخر حتى لو كان من فئة الدونية..

تماما كما يتشبث حزب الله بشعار الوحدة الوطنية إلى حد الابتذال حين يسعى هذا الحزب الى التوحد مع كل الحثالة المنتشرة في بقية الطوائف...

مكرم رباح إنسان عاطل لأنه من شيعة السفارة والجامعة الأميركية؛ أما حثالات السُنّة والدروز والمسيحيين، فيجب التحاور معها لإقناعها بالإقلاع عن كل أفعالها وأقوالها الشنيعة!!!

حزب الله أكثر قسوة في العدالة الثورية على كلاب الشيعة منه على كلاب الطوائف الأخرى رغم ان كل العلوم تصنف كل الكلاب تحت بند "الكلبنة"...

كما حزب الله، تحاول الميادين احترام قوانين العيش المشترك في استضافة القذارة من الطوائف الأخرى لإظهار الموضوعية...

معايير الاستضافة في قناة الميادين لم تبتعد كثيرا عن معايير الكلام التصالحي الذي يسيطر مؤخرا على كلام الشيخ نعيم قاسم...

تحت شعار الوحدة الوطنية، يتم التلاعب بالمعايير الوطنية عن قصد أو عن غير قصد...

لم يتعلم حزب الله لا من العفو عن العملاء بُعَيد التحرير سنة ٢٠٠٠، ولا من السذاجة التي ميزت مشاركته في حكومات فؤاد السنيورة؛ كما لم يتعلم من الغباء الذي ميز موقف مَن شارك من الحزب في مؤتمر الدوحة سنة ٢٠٠٨...

لا يزال حزب الله يعيش في عالم إهداء النصر إلى كل الشعب اللبناني والأمة العربية بما في ذلك العملاء والخونة ومن وقف في مؤتمر شرم الشيخ سنة ٢٠٠٦ يشرع حق إسرائيل" في الدفاع عن نفسها!...

أكبر دليل على فشل سياسة حزب الله في إطار هذا الشعار هو مجموعة حلفاء المقاومة الذين باعوا أنفسهم للشيطان بدءا بجبران باسيل، مرورا بحسن مراد وصولا إلى أسامة سعد...

لكن آخر طبعات هذه السياسة الفاشلة خرجت أمس على لسان الشيخ نعيم في دعوة السعودية إلى كلمة سواء...

حتى الآن لم أستطع رؤية الحكمة والعبقرية التي رآها الرفيق ميخائيل عوض في هذه الدعوة...

مملكة الرمال (السعودية) في شبه الجزيرة العربية لم تكن يوما، ولن تكون غير جندي طيّع في يد الولايات المتحدة الأمريكية...

حتى اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان التي يضعها الإعلام المقاوم في خانة التصدي لإسرائيل؛ هذه الاتفاقية لن تلبث أن تجر باكستان إلى الوراء؛ إلى زمن الهيمنة الأميركية ومعاداة حركات المقاومة والتحرر والتحرير...

عندما يطرح الشيخ نعيم قاسم إمكانية التفاهم مع هذه المملكة، ويدعوها إلى هذا التفاهم، هو يغطي من حيث لا يدري كل التكويعات التي وصلت إلى فيصل كرامي وتكاد تصل إلى مصطفى حمدان...

هل لاحظ الشيخ نعيم أن كل المؤامرات مؤخرا على المقاومة وسلاحها في لبنان وفلسطين إنما يجري بأيد سعودية استطاعت شراء الكثير من الذمم داخل الطائفة السُنّية، وحولتهم إلى موقف العداء لأي مقاومة من أجل فلسطين؟

هل لاحظ الشيخ نعيم أن كل مؤتمر القمة العربية والإسلامية الذي انعقد في الدوحة بعد ١٢ غارة إسرائيلية تحدث عن الهجوم على قطر حصرا، وقام بإهمال أن هذا الهجوم إنما استهدف قيادة حماس التي كانت تجتمع في الدوحة...

هل لاحظ الشيخ نعيم أن مقررات هذه القمة لم تتجاوز التعليمات الأميركية بأنه من غير المسموح حتى التهديد باتخاذ إجراءات...

ألا يعرف الشيخ إنه بهذا الكلام يزيد الأوهام في شارع المقاومة ويسمح لضيف الميادين جورج عاقوري بقول أقوال حق يراد بها دوما باطل...

قبل تناول ضيف الميادين جورج عاقوري الذي تم استضافته للتعليق على كلام الشيخ ربما بصفته أحد أتباع فريق رئاسة الجمهورية، ربما وجب استضافة أحد المقاتلين الذين كانوا في راميا او الخيام أو شمع...

قناة الميادين لم تكتف باستضافة رجل ضعيف الثقافة وضعيف الحجة ما جعل مقدمة البرنامج راميا إبراهيم تناقش جاهلا أصبغ على الحلقة ضعفا زاد من ضعف الموقف الذي تتسم به مؤخرا مواقف حزب الله عندما يحاول إقناع الخونة والعملاء في الداخل اللبناني بمنطق المقاومة...

جورج عاقوري حفظ عن ظهر قلب بضعة جُمَل يرددها بمناسبة، وبغير مناسبة؛ وعندما حاول الضيف المقابل تطبيق نفس المنطق على السيطرة الاميركية المطلقة على كل شيء في الجمهورية اللبنانية، تهرّب العاقوري ورفض توجيه أي لوم إلى أميركا...

كل همه ظل محصورا في تدخل إيران في لبنان رغم ان هذه الاخيرة وصلت إلى درجة عرض إعادة الإعمار في لبنان من خلال السلطة اللبنانية التي رفضت أخذ المال خوفا من أميركا ودول الخليج التابعة لأميركا...

الصهاينة يعملون المستحيل للسيطرة على الإعلام ومراكز الثقافة والتعليم لفرض سردية إسرائيل حتى وصل الأمر بأن يضع دونالد ترامب شرط السيطرة على منصة تيك توك للوصول إلى حلحلة في المفاوضات مع الصين...

بينما يتلهى الإعلام المقاوم بديمقراطية عرض الرأي الآخر حتى لو كان مبتذلا لا يحوي اي منطق غير منطق الكراهية لفلسطين وحركات المقاومة والتحرير...