كيف تهيأت الإمبريالية للحرب الوجودية؟
مقالات
كيف تهيأت الإمبريالية للحرب الوجودية؟
حليم خاتون
25 أيلول 2025 , 06:06 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

المحاسبة، ثم المحاسبة، ثم المحاسبة...

المحاسبة إلى أن ينقطع النفس!

المحاسبة هي أهم إجراء لتكريم الشهداء!

كل مقالات كتاب المقاومة في تمجيد هذه المقاومة شيء، وما قاله النائب السيد حسن فضل الله في مقابلته مع الإعلامي جاد غصن حول وجود لجنة تحقيق داخل حزب الله تفوق لجنة فينوغراد الإسرائيلية سنة ٢٠٠٦... شيء آخر...

من بين كل ما كتبه وما قاله كل المتحمسين للمقاومة من الاستاذ محمد صادق الحسيني إلى رئيس تحرير جريدة البناء الأستاذ ناصر قنديل إلى بيانات الاستاذ فادي بودية النارية، إلى نداءات الدكتور قاسم قصير الهادئة... وغيرهم كُثُر...

كل هؤلاء على الرأس والعين؛ لكن دم الشهداء يصرخ من أعلى السماوات طالبا المحاسبة...

المحاسبة في كل شيء...

ألم يكن إردوغان من أهم مفاجآت الامبريالية لمواجهة محور المقاومة؟

إذا كانت تفجيرات البيجرز قد وجهت ضربة قوية لبضعة آلاف من المقاومين، فإن خيانة إردوغان نجحت في إسقاط كامل الساحة السورية في يد أميركا وحلف الأطلسي...

كيف أمكن للمقاومة عدم رؤية مدى حقارة بشار وماهر الأسد؟...

اتهام إردوغان بالغباء قليل جدا على هذا الذي صنّفه مؤسس الحركة الإسلامية في تركيا نور الدين ارباكان بصبي المخابرات المركزية الأميركية!

الغباء الحقيقي هو ذلك الذي أعمى محور المقاومة عن رؤية الكثير من الأمور لعل أبرزها الخيانة الضاربة لكل النظام الرسمي العربي حيث رصدت دول الخليج وفقا لمطالبات بندر بن سلطان السعودي حوالي ٢ تريليون دولار لإسقاط سوريا...

الغباء الحقيقي هو الاستمرار في الإيمان بوهم إمكانية خروج أي من دول النظام الرسمي العربي من تحت الحذاء الأميركي بينما لا يتوقف يزيد بن فرحان عن بث سمومه لإشعال حرب أهلية يقوم بها كلاب أميركا بتمويل سعودي في وجه المقاومة...

ثم يخرج من يعوّل على دور إيجابي للسعودية وبقية الخليج...

معاهدة الدفاع مع باكستان ليست موجهة ضد إسرائيل... خوف بني سعود هو من الإنتقام اليمني بسبب ادوارهم النذلة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق...

كلاب السعودية في لبنان خير عنوان لنوايا هذا البلد الملعون...

نبيل بو منصف ليس إلا صدى كلاب أميركا هذه في جريدة النهار التي التحقت منذ زمن طويل بركب الإعلام المأجور الأعلى صوتا في التحريض على كل شيء اسمه مقاومة إسرائيل وأميركا...

انتصار الحق الذي يتعلق به الكثير من كتبة المقاومة ليس حتمية تاريخية كما يدعي الكثيرون؛ لو كان الأمر كذلك، ما أُبيد أكثر من مئة مليون انسان من سكان القارة الأميركية الأصليين...

هناك فرق كبير جدا بين المحاربة بسيف الله، وبين انتظار الله ليقاتل عنّا...

لن يأتي المسيح حاملا سيفا بدل الصليب...

كما لن يأتي المهدي بجنود من الجن إذا كنا نحن نائمين ساكتين عن الظلم، وإذا اكتفت الشعوب الإسلامية والمسيحية بالدعاء على القوم الكافرين، وبعض (معظم) الأعراب أشد كفرا من اليهود...

هل ينحصر الفرق بين محور الإمبريالية الذي يضم إلى جانب أميركا والدول الغربية معظم الشركات العملاقة التي تفوق قوتها قوة دول، وبين محور المقاومة الذي لا يضم بالفعل سوى دولة واحدة هي إيران مع مجموعة من منظمات وأحزاب تمثل دينامو التحرر والتحرير؛ هل ينحصر هذا الفرق في القدرة على تطوير آليات الهجوم لدى الطرف الأول بينما يحاول الطرف المقابل تطوير القدرات الدفاعية لمنع وإفشال الهجوم الإمبريالي؟...

أم هناك فرق آخر يتمثل في وضوح الرؤية لدى الامبريالية وامتلاك هدف نهائي واضح واحد يقوم على استمرار سيطرة القوى الاستعمارية بكل الأشكال الممكنة، قديمة كانت، أم جديدة؛ مع التميز ببراغماتية تسمح للإمبريالية التعامل مع كل مرحلة من مراحل الصراع بين الطرفين، بينما لا يزال محور المقاومة يتخبط بين فريق ثوري يعرف ان لا مجال للتفاهم مع الإمبريالية وإنه يجب التهيؤ بكل قوة ليوم الحساب والحرب القادمة حتما، وبين جناح برجوازي صغير يطلق على نفسه صفات الإصلاح حينا، والعقلانية حينا آخر وصفات التردد التي تتراوح بين الصبر الاستراتيجي وحياكة السجاد وعدم استخدام القدرات التي يمتلكها هذا المحور في تفجير النظام الدولي عبر هدم الهيكل على رؤوس الجميع...

خلال ٤٨ ساعة، سوف ترتفع مئات آلاف الأصوات لتوجه تحية إلى الرجل الأسطورة الذي رفع التحدي ضد الامبريالية إلى أعلى المستويات قبل أن تفرض عليه الظروف التريث ريثما يستفيق بشار الكلب من غفوته، او يعود إردوغان القرد عن ألاعيبه اللعينة او ينمو عند جاهلية العرب الحديثين شيء من كرامة وشرف...

حلم السيد نصرالله بيقظة كل قافلة أولاد الكلب من المحيط إلى الخليج لم تكن أكثر من سراب...

كان حلم إبليس في الجنة أكثر واقعية من أن يتوقف محمد بن سلمان او محمد بن زايد أو محمد السادس عن خيانة الأمة...

ألم يكن هؤلاء هم من قصدهم يحي ابو زكريا حين تحدث عن إناث عاهرات من اليهود أوجدن افخاذا قبلية في جسم العرب؟

سب الخونة، وشتم العملاء لا يولد نصرا...

يستطيع المرء شتم نواف سلام دون تلكؤ، فالرجل عميل مباشر كان صغيرا في المؤسسات الدولية قبل أن يكبر وتكبر معه العمالة حين عاد إلى البلد وأظهر مدى الحقارة التي يمكن أن يكون عليها بشر...

في المحاسبة لا وجود لنوايا سعودية حسنة اتضح أن كل همها دفع لبنان إلى حرب أهلية يمشي نواف سلام ومعه قافلة تبدأ بالمفتي دريان ولا تنتهي بآخر العباقرة أسامة سعد الذي يريد اللحاق بقافلة المستعطين العاجزين أمام كرم خليج الذل والهوان..

ويلحق بهم جوزيف عون الذي لا ينفك يتحفنا كل يوم بخطبة كتبها مجموعة من النوابغ الحريصين على توأمة سلطة لبنان القائمة بسلطة محمود عباس التي لعبت أوسخ الأدوار قبل أن يقرر الإسرائيلي نفسه انهاءها لأنه إذا ضمن رأس السلطة من الكلاب فهو لا يضمن من هم في قعر هذه السلطة...

المطلوب نضال لا هوادة فيه، وليس الاستمرار في نشر الأوهام كما في حالة السعودية...

المطلوب مواجهة الناس بالحقيقة...

نحن فعلا أمان اثنتين:

السلة أو الذلة...

لا مستقبل دون قتال...

القتال سوف يكون أشرس آلاف المرات من كل ما عهدناه في السابق...

قد يجتاحنا وحوش الجولاني مدعوما من الشيشان والإيغور والتركمان...

سوف يتقدم الصهيوني الإسرائيلي ليشن حربا لا تقل عما فعل في غزة...

الخيار لنا...

هل نكون أذلاء كما أغلبية أهل الضفة فيتم قضم اراضينا بالتدريج قبل تهجيرنا أو قتلنا، ونحن لا نخرج حتى على نواف الكلب وجوزيف عون المحتار بين قلة الشرف وقلة الكرامة...

كفوا عن بث الأوهام في إمكانية إخراج الدبس من طيز النمس...

دعوة السعودية وبقية كلاب أميركا إلى كلمة سواء لن يفعل غير تقوية سياسة يزيد بن فرحان في خلق جبهة من المفتي دريان والبطرك الراعي وفؤاد مخزومي وأشرف ريفي وشارل جبور وكل نواب ووزراء الصدفة الذين أوصلهم مال السعودية والإمارات وقطر إلى التحكم برقاب اللبنانيين حتى بتنا نسمع نهيق الحمير في مجلس النواب، ونباح الكلاب في الحكومة، وفحيح الأفعاعي في محاكم تبرئة العملاء والخونة...

المحاسبة مطلوبة لكي يليها العمل الأهم الذي يقول أن عدونا هي أميركا بالدرجة الأولى...

إسرائيل ليست أكثر من فرقة يقودها البنتاغون لإعادة استعمارنا...

ورغم أن الأغبياء في لبنان مصرون على عدم مقاطعة أميركا وضرب مصالحها، فإن المطلوب هو اكثر من ذلك بكثير...

المطلوب هو تحويل المنطقة إلى جحيم لهذا الوحش الأميركي..

اسألوا الدكتور وديع حداد كيف يجب مواجهة الاستعمار...

اسألوا الرفيق كارلوس الذي سلّمه الإخوان المسلمون إلى فرنسا...

اسألوا سهى بشارة وكوزو أوكاموتو...

اسألوا (الطبيب) غيفارا الذي ترك كل شيء بما في ذلك الوزارة والحكم بعد انتصار الثورة، وذهب إلى ادغال إفريقيا وبعدها أميركا اللاتينية ليقاتل من أجلي واجلك واجل المستضعفين في الأرض...

تهديد ابو ظبي والرياض والمنامة والرباط لم يعد يكفي...

البكاء من ظلم أميركا لا يكفي كما قال الكاتب الأميركي اللبناني الأصل حسن منيمنه على قناة الميادين...

ما تفعله أميركا اليوم كانت تفعله دوما... شعوبنا فقط هي العمياء...

إذا كان تدمير أميركا يمر عبر تدمير النظام العالمي، فليكن ذلك...

المطلوب تدمير النظام العالمي عبر تدمير الإقتصاد الدولي على رؤوس الجميع...

غير آبهين لا بالروس ولا بالصين ولا بأي حلفاء وهميين...

هذا أبسط الإيمان...