أعلن علماء من جامعة بينزا الحكومية التابعة لوزارة التعليم والعلوم الروسية عن حصولهم على براءة اختراع لطريقة تشخيص فوري لانتكاسة نزيف المعدة والاثني عشر، وهو أحد أخطر الحالات الطبية التي تهدد حياة المرضى.
وأوضحت الوزارة في تصريح لوكالة تاس أن الابتكار الجديد سيمكن الأطباء من التعرف على النزيف فور حدوثه، وبالتالي تقديم الإسعاف الفوري ومنع المضاعفات المميتة.
خطورة النزيف المعدي المعوي
يُعد النزيف المعدي والاثني عشري من أخطر المشكلات الطبية المرتبطة بقرحة المعدة، الأورام أو التقرحات.
هذا النوع من النزيف غالبا لا تكون له علامات مبكرة واضحة، مما يجعل تشخيصه المبكر أمراً بالغ الأهمية. ويؤكد البروفيسور كونستانتين سيرغاتسكي من قسم الجراحة بجامعة بينزا أن تأخير التشخيص قد يؤدي إلى فقدان دم كبير وصدمة نزفية قاتلة.
الطريقة التقليدية للتشخيص
عادةً يخضع المريض لفحص المنظار الهضمي (إي.جي.دي.إس) لتحديد مصدر النزيف ووقفه، لكن الدراسات أظهرت أن أكثر من 20% من المرضى قد يتعرضون لانتكاسة النزيف بعد العلاج الأولي.
في مثل هذه الحالات، يتم وضع أنبوب أنفي-معدي لمراقبة المريض، حيث يشير تدفق الدم عبر الأنبوب إلى تكرار النزيف، غير أن هذا يحدث متأخراً بعد امتلاء المعدة بالدم.
التشخيص الفوري عبر "الجوُلمترية"
نزيف الجهاز الهضمينزيف الجهاز الهضمي
يقترح الفريق العلمي الروسي عدم انتظار امتلاء المعدة بالدم، بل الاعتماد على قياس التغيرات الإلكتروكيميائية في محتويات المعدة فور حدوث النزيف.
وتعتمد الطريقة على:
جهاز جوُلمتري خاص.
مستشعر متصل بالأنبوب الأنفي-المعدي.
برنامج حاسوبي مطور من قبل خبراء تكنولوجيا المعلومات في جامعة بينزا.
يقوم البرنامج بتحليل الخصائص الكهربائية لمحتوى المعدة، وعند دخول الدم تتغير القيم فورا، ليُصدر الجهاز إشارة صوتية ومرئية تنبّه الأطباء إلى بدء النزيف.
نتائج سريرية مبشرة
أجريت تجربة سريرية على 30 مريضا في المستشفى الإقليمي السريري ببينزا باسم نيكولاي بوردينكو.
النتائج:
رُصدت 5 حالات انتكاسة مبكرة للنزيف قبل ظهور الأعراض السريرية.
التدخل الطبي المبكر أدى إلى إيقاف النزيف بنجاح ومنع فقدان الدم الشديد.
المستقبل الطبي للتقنية
حصلت الطريقة على موافقة اللجنة الأخلاقية بجامعة بينزا، ويتم حاليًا إدخالها ضمن الممارسات اليومية في قسم الجراحة بالمستشفى.
ويؤكد الخبراء أن هذه التقنية ستحدث نقلة نوعية في تشخيص النزيف المعدي والاثني عشري، عبر إنقاذ المرضى في اللحظات الحرجة ومنع الوفيات.