أعلن فريق من العلماء في مركز هيوستن ميثوديست الطبي وجامعة رايس الأمريكية عن تطوير تقنية ثورية تعتمد على كبسولات هلامية دقيقة الحجم مملوءة بخلايا دماغية بشرية حية، بهدف مكافحة الالتهابات العصبية المرتبطة بمرض الزهايمر وباركنسون.

وقد نُشرت نتائج البحث في مجلة Biomaterials العلمية.

ما هي تقنية "أستروكابسولات"؟

أطلق العلماء على الابتكار اسم AstroCapsules، وهي كبسولات دقيقة لا يتجاوز قطرها 300 ميكرومتر، تحتوي على خلايا أستروسيت بشرية، وهي خلايا محورية في عمل الجهاز العصبي المركزي.

تتيح هذه التقنية توصيل البروتينات المضادة للالتهاب مباشرة إلى مناطق الالتهاب في الدماغ ، مع تقليل مخاطر رفض الجهاز المناعي أو حدوث آثار جانبية.

كيف تعمل الكبسولات؟

خلال التجارب، قام الباحثون بملء الأستروسيت داخل الكبسولات ببروتين IL-1Ra، وهو مضاد معروف لمستقبلات الإنترلوكين-1 بخصائصه القوية المضادة للالتهاب.

في تجارب على الفئران، ساعدت التقنية في خفض مؤشرات الالتهاب العصبي بشكل ملحوظ.

تم التحقق من فعاليتها أيضاً على الأورغانويدات الدماغية (نماذج ثلاثية الأبعاد تحاكي أنسجة الدماغ البشري).

وأوضح الدكتور روبرت كرينشيك، جراح الأعصاب ورئيس الفريق البحثي، أن: "الأستروسيت داخل الكبسولات معزولة عن أنسجة الدماغ الأخرى، لكنها قادرة على إفراز البروتينات العلاجية بشكل نشط، ما يحد من الالتهاب في مكانه الدقيق دون تحفيز استجابة مناعية غير مرغوبة".

آفاق جديدة لعلاج أمراض عصبية مستعصية

يشير الباحثون إلى أن تقنية AstroCapsules قد تمهد الطريق لتطوير استراتيجيات علاجية جديدة لمجموعة من الأمراض التنكسية العصبية، التي لا تزال حتى اليوم غير قابلة للشفاء.

إن تغليف الخلايا داخل مواد متوافقة حيوياً قد يكون مفتاحاً لتحقيق علاجات آمنة وفعالة موجَّهة للدماغ.

وأكد الفريق العلمي: "نأمل أن يقرب هذا البحث العلاجات الخلوية من التطبيق العملي، وأن يفتح باب الأمل أمام مرضى الزهايمر والباركنسون".