اكتشاف أثري في العراق يغير فهم الفن الآشوري
منوعات
اكتشاف أثري في العراق يغير فهم الفن الآشوري
30 أيلول 2025 , 13:25 م

تمكّن فريق من علماء الآثار في شمال العراق من العثور على أكبر تمثال لاماسو عُرف حتى الآن — وهو الثور المجنح ذو الرأس البشري الذي اعتُبر أحد أهم رموز الحماية في حضارة بلاد الرافدين. وقد تبيّن أن ارتفاع التمثال يصل إلى نحو 6 أمتار، أي أطول بـ 1.5 إلى 2 متر من التماثيل المشابهة المحفوظة في المتحف البريطاني ومتحف اللوفر.

مكان العثور على التمثال


أُزيح الستار عن هذا الاكتشاف في موقع كويونجيك، حيث توجد أطلال قاعة العرش الخاصة بالملك الآشوري أسرحدون (681 – 669 ق.م). ويُعتقد أن التمثال كان في الأصل واحداً من زوج ضخم كان يزين البوابة الرئيسية للقصر، وهي النقطة التي جسدت قوة وهيبة الإمبراطورية الآشورية.

رمزية اللاماسو في حضارة بلاد الرافدين

تماثيل اللاماسو — سواء أكانت بهيئة أسد أو ثور مجنح برأس إنسان — مثّلت آلهة حامية في المعتقدات الميسوبوتامية القديمة. كانت توضع عادة عند بوابات القصور والمعابد، حيث حملت رمزية مزدوجة: الحماية الإلهية من جهة، وإظهار السلطة والقوة الإمبراطورية من جهة أخرى.

الملك أسرحدون ودوره التاريخي

كان الملك أسرحدون أحد أبرز حكام الإمبراطورية الآشورية الحديثة. تولّى الحكم بعد صراع دموي داخل الأسرة الملكية، وتمكن من بسط سيطرته على مصر وسوريا، كما أعاد إعمار مدينة بابل التي دمّرها والده من قبل، هذا الإرث يجعله شخصية محورية في فهم السياق التاريخي والسياسي الذي قد يفسر بناء مثل هذه التماثيل العملاقة. لغز من أمر بإنشاء التمثال.

لا يزال العلماء في حيرة حول هوية من أمر ببناء هذا التمثال الضخم:

هل كان أسرحدون نفسه في إطار سعيه لتأكيد سلطته ومكانته كحاكم مطلق؟

أم أن الاكتشاف يشير إلى تقليد فني مفقود كان يقوم على إنشاء تماثيل أسطورية هائلة الحجم؟

الجواب عن هذا السؤال يبقى لغزاً مفتوحاً أمام الباحثين، مما يجعل الاكتشاف أحد أهم المفاتيح لفهم تاريخ الفن والعمارة في بلاد الرافدين.


المصدر: Daily Mail