أصبح سؤال تأثير تدخين السجائر الإلكترونية على صحة الفم والأسنان محل نقاش واسع في الأوساط العلمية. ورغم أن الأبحاث في هذا المجال ما تزال محدودة، إلا أن بعض البيانات المتوفرة تثير قلق الخبراء.
نشرت صحيفة The Guardian تصريحات لنجمة هوليوود ليلي جيمس التي ألقت باللوم على السجائر الإلكترونية في ظهور أول حالة تسوس لديها، مؤكدة أن ذلك أجبرها على تركيب حشوة سنية لأول مرة.
هل السجائر الإلكترونية مثل التدخين التقليدي؟
من المعروف منذ زمن أن التدخين يسبب:
رائحة فم كريهة.
ترسبات بنية على الأسنان.
فقدان حاسة التذوق.
أمراض اللثة التي قد تنتهي بسقوط الأسنان
كما أن التدخين يقلل من تدفق الدم في اللثة بفعل النيكوتين، مما يخفي أحد المؤشرات المبكرة لمرض اللثة وهو النزيف. وأكثر من 50% من حالات سرطان الفم ترتبط مباشرةً بتدخين التبغ.
السجائر الإلكترونية وصحة اللثة
بحسب باحثين من جامعة نيوكاسل، لا يوجد دليل قاطع حتى الآن على أن السجائر الإلكترونية تؤدي إلى أمراض لثة أشد من غير المدخنين.
بعض الدراسات أظهرت فقداناً طفيفاً للعظام أو فراغات حول الأسنان لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية.
لكن الفروقات بين المدخنين الإلكترونيين وغير المدخنين اعتبرت ضئيلة.
الدكتور ريتشارد هوليداي، استشاري طب الأسنان الترميمي، أوضح أن هذه النتائج غير كافية للحسم، وأن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث طويلة المدى.
هل تسبب السجائر الإلكترونية تسوس الأسنان؟
تشير إحدى الدراسات الأمريكية التي حللت بيانات 13 ألف مريض في عيادات الأسنان إلى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتسوس مقارنة بغير المدخنين.
كما سجل الباحثون:
زيادة في تراكم البلاك (اللويحة السنية) لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية.
علاقة محتملة بين النيكوتين وزيادة استهلاك السكريات، ما يعزز مخاطر التسوس.
رغم ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى دراسات تؤكد أن السبب المباشر للتسوس هو السجائر الإلكترونية نفسها وليس عوامل أخرى.
جفاف الفم أحد أبرز الآثار الجانبية
كثير من مستخدمي السجائر الإلكترونية أبلغوا عن جفاف الفم بعد الاستعمال.
العلماء يعتقدون أن السبب يعود إلى مكونات سائل السجائر الإلكترونية مثل البروبيلين غليكول والغليسرين النباتي، اللذين يمتصان الماء ويحتفظان به.
قلة اللعاب تزيد من خطر التسوس لأن اللعاب يحتوي على الكالسيوم والفوسفات اللذين يحميا الأسنان من الأحماض.
السجائر الإلكترونية وخطر السرطان
حتى الآن، يرى العلماء أن خطر الإصابة بالسرطان من السجائر الإلكترونية أقل من السجائر التقليدية، إذ يحتوي بخارها على نسبة أقل من المواد المسرطنة.
لكن يبقى القلق قائماً، فبخار السجائر الإلكترونية يحتوي على مركبات كيميائية لا تزال دراستها في بداياتها.
السجائر الإلكترونية تبدو أقل ضرراً من التدخين التقليدي، لكنها ليست آمنة تماماً.
هناك مؤشرات على ارتباطها بزيادة خطر التسوس وجفاف الفم وربما أمراض اللثة.
العلماء ينصحون بتوخي الحذر حتى تتضح النتائج من خلال أبحاث طويلة المدى.