الانهيار المالي الأمريكي بين دعم إسرائيل وأوكرانيا وطباعة تريليونات الدولارات
منوعات
الانهيار المالي الأمريكي بين دعم إسرائيل وأوكرانيا وطباعة تريليونات الدولارات
عدنان علامه
5 تشرين الأول 2025 , 06:00 ص


عدنان علامه - عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

تعيش الولايات المتحدة اليوم أزمة مالية خانقة تُعد الأخطر منذ عقود مع تخطي الدين العام حاجز 37 تريليون دولار، في وقت تشهد فيه مؤسساتها شللًا إداريًا بسبب الإغلاق الحكومي، وتعذّر دفع رواتب أكثر من 1.3 مليون عسكري.

والمفارقة الصارخة أنّ واشنطن التي تعجز عن تمويل جيوشها، لا تزال تُسخِّر مليارات الدولارات شهريًا لدعم إسرائيل في حرب الإبادة على غزة، ولتمويل آلة الحرب الأوكرانية ضد روسيا دون قيد أو سقف.

منذ عهد ترامب ثم بايدن، أصبحت سياسة “الدعم غير المحدود” أداة اقتصادية بقدر ما هي سياسية. فالمساعدات الضخمة لا تُمنح حبًا بالحلفاء، بل تتحول عمليًا إلى صفقات مربحة لشركات السلاح الأمريكية. إذ يجري الضغط على كييف لتصعيد الحرب واستنزاف المزيد من الذخائر، بما يضمن استمرار الطلب على الإنتاج العسكري الأمريكي، طالما أن أوروبا والناتو هما من يدفعان الفاتورة.

وبالمثل، تُستخدم الحرب الإسرائيلية كرافعة لتصريف الأسلحة القديمة والترويج لتقنيات عسكرية جديدة تُختبر في الميدان الفلسطيني.

وفي المقابل، يدفع الاقتصاد الأمريكي الثمن. فالإنفاق الدفاعي تجاوز كل الحدود، والاحتياطي الفدرالي وجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما طباعة التريليونات الجديدة من الدولارات لتغطية النفقات، ما يعني تضخّمًا مدمّرًا وفقدان الثقة بالدولار، أو تجميد الإنفاق الفدرالي ما يؤدي إلى إغلاق الحكومة وتعطيل الرواتب والخدمات العامة. وكلا المسارين يعمّقان العجز ويقودان نحو تآكل مكانة أمريكا كقوة مالية عالمية.

غترامب، الذي يحاول التملص من مسؤولية العجز رغم أنه أطلق شرارة الانفجار بقراراته الضريبية والعسكرية؛ قد يختار مجددًا اللجوء إلى “الحل السهل” عبر ضخ الأموال الورقية في الأسواق لإظهار انتعاشٍ وهمي قبل الانتخابات. لكن هذه الخطوة ستفاقم الكارثة، لأن كل تريليون جديد يُطبع يعني ارتفاع الدين، وتراجع قيمة العملة، وانحدار ثقة العالم في سندات الخزينة الأمريكية.

وهكذا، تحوّل دعم إسرائيل وأوكرانيا إلى وقودٍ مزدوج للأرباح العسكرية والانهيار المالي في آنٍ واحد؛ حيث تغتني شركات السلاح، بينما يغرق دافعو الضرائب والجنود في أزمات الديون وتأخر الرواتب، في مشهد يجسّد التناقض بين القوة العسكرية والضعف المالي لدولة لم تعد قادرة على تمويل حروبها دون رهن مستقبلها.

فترامب لن يستطيع تحقيق الشعار الذي كتبه على قبعته

"MAKE AMERICA GREAT AGAIN "

وهو ما بات يعرف بحركة "MAGA" المؤيدة لترامب لأن ترامب يدمر أمريكا ويقتلها ولا بد من تصحيح الشعار إلی: TRUMP MAKES AMERICA A GRAVE

وإنَّ غدًا لناظره قريب

05 تشرين الأول/ أكتوبر 2025