مرحاض مصنوع من الفطر يقضي على الروائح بنسبة 90%
منوعات
مرحاض مصنوع من الفطر يقضي على الروائح بنسبة 90%
6 تشرين الأول 2025 , 13:38 م

يعتبر الذهاب إلى المراحيض العامة تجربة غير مريحة لمعظم الناس، لكن علماء من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا قرروا تغيير ذلك جذريا.

فقد طور فريق بحثي أول مرحاض في العالم مصنوع من الفطر، قادر على القضاء على أكثر من 90% من الروائح الكريهة، دون الحاجة إلى ماء أو كهرباء أو مواد كيميائية.

ويُعرف الابتكار الجديد باسم MycoToilet، وهو يعتمد على الميسيليوم – وهو النسيج الجذري للفطريات – لتحليل النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي غني بالعناصر المفيدة للتربة.

وقد نقلت مجلة Popular Science تفاصيل هذا الابتكار الذي يمكن تنظيفه فقط أربع مرات في السنة بفضل كفاءته العالية في التحلل البيولوجي.

تصميم مستدام وصديق للبيئة

يتكوّن المرحاض من ألواح خشبية مغطاة بأخشاب الأرز من الخارج، مما يمنحه مقاومة ممتازة للتآكل والجراثيم.

وتفصل منظومته الداخلية المخلفات الصلبة عن السائلة، حيث تُوجَّه الأولى إلى حجرة مغطاة بالميسيليوم الذي يفكّكها إنزيميا إلى مركّبات بسيطة، مع امتصاص الروائح غير المرغوبة.

ولا يحتاج هذا المرحاض إلى ماء أو كهرباء أو مواد كيميائية، مما يجعله خيارا مثاليا للمناطق الريفية أو المتنزهات العامة أو الأماكن النائية.

الفطريات مصنع طبيعي للسماد

يحوّل الميسيليوم النفايات إلى مواد عضوية غنية يمكن استخدامها كـ سماد طبيعي للتربة، ما يقلل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية التي تضر بالبيئة.

ويخضع أول نموذج تجريبي من هذا المرحاض حاليا للاختبار في الحديقة النباتية التابعة لجامعة كولومبيا البريطانية، حيث يراقب العلماء على مدى ستة أسابيع عملية التحلل الهوائي بمشاركة الفطريات.

ويُعدّ هذا التحلل الهوائي أكثر فاعلية من التحلل اللاهوائي لأنه يمنع انبعاث الروائح الكريهة ويُسرّع من عملية التحول إلى سماد.

نتائج واعدة لتقليل النفايات وتحسين الزراعة

تشير الحسابات المبدئية إلى أن مرحاض MycoToilet يمكن أن ينتج سنويا نحو 700 كيلوجرام من التربة العضوية وقرابة 2300 لتر من السماد السائل.

هذه الكميات كفيلة بتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية في الزراعة وتحسين جودة التربة بطرق طبيعية ومستدامة.

مستقبل المراحيض البيئية

يرى الباحثون أن هذه التقنية تمهّد الطريق لجيل جديد من المراحيض المستدامة التي تعالج النفايات بطرق بيولوجية نظيفة، وتحافظ على الموارد المائية، وتقلل من البصمة الكربونية.

فبدلاً من اعتبار المراحيض مصدرًا للتلوث، يمكن أن تصبح مستقبلاً جزءا من الحل البيئي.

المصدر: Science Mail