أكتشف قصة أطول حالة إنعاش ناجحة في العالم وأسرار الإنعاش القلبي
منوعات
أكتشف قصة أطول حالة إنعاش ناجحة في العالم وأسرار الإنعاش القلبي
9 تشرين الأول 2025 , 14:00 م

الوفاة السريرية هي حالة قابلة للعكس تحدث عندما يتوقف القلب عن النبض، ويتوقف تدفق الدم الحامل للأكسجين إلى الأعضاء الحيوية، يبدأ موت الخلايا خلال خمس دقائق فقط من توقف الدورة الدموية، مما يجعل الوقت عاملاً حاسما في إنقاذ الحياة.

ولذلك، تعد الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) الخطوة الأساسية للحفاظ على نشاط الدماغ إلى حين وصول الطوارئ.

وفقاً لموقع Live Science، يجب تنفيذ الإنعاش عبر 30 ضغطة على الصدر تليها نَفَسان صناعيان، وتكرار العملية حتى وصول الفريق الطبي. هذه التقنية تمنح الدماغ فرصة للبقاء حيّا رغم توقف القلب مؤقتا.

نسب النجاة بعد الإنعاش القلبي

تشير بيانات الصليب الأحمر الدولي إلى أن احتمال النجاة بعد الإنعاش داخل المستشفيات يبلغ حوالي 20٪، بينما تنخفض النسبة إلى 10٪ فقط خارجها.

أما إذا تجاوزت محاولات الإنعاش نصف ساعة دون عودة النبض، فإن فرص البقاء تصبح شبه معدومة.

تأثير البرودة في إنقاذ الأرواح

يلعب انخفاض درجة الحرارة دورا مذهلا في إبطاء عملية الموت الخلوي، فعندما تنخفض حرارة الجسم إلى أقل من 35 درجة مئوية، يتباطأ الأيض ويقل استهلاك خلايا الدماغ للأكسجين.

يقول الجراح صموئيل تيشرمان من جامعة ميريلاند إن التبريد العميق يمكن أن يمنح الدماغ وقتا إضافيا للبقاء على قيد الحياة حتى بعد توقف القلب لفترة طويلة.

وقد تم تسجيل حالات نادرة نجا فيها أشخاص غرقى بعد أكثر من ساعة في مياه متجمدة دون أي تلف دماغي، بفضل التبريد الطبيعي للجسم.

أطول حالة إنعاش ناجحة في التاريخ

واحدة من أكثر الحالات المذهلة سُجلت لرجل يبلغ من العمر 31 عاما أُعيد إلى الحياة بعد مرور 8 ساعات و42 دقيقة على توقف قلبه.

بدأ شهود الحادث بإجراء الإنعاش فورا، واستمروا فيه لأكثر من 3 ساعات متواصلة. وعندما وصل الأطباء، تم توصيل المريض بجهاز الدورة الدموية الاصطناعية (ECMO)، ثم تمت إعادة تدفئة الجسم تدريجيا حتى عاد القلب للنبض.

بعد ثلاثة أشهر فقط، تعافى المريض بالكامل دون أي أضرار دماغية — في سابقة طبية وصفتها المجلات العلمية بأنها "معجزة علمية حقيقية".

متى تصبح العودة إلى الحياة مستحيلة؟

يختلف الأمر تماما في حالة موت الدماغ، وهي مرحلة لا رجعة فيها حيث تتوقف جميع وظائف المخ بشكل دائم.

وللتأكد من هذا التشخيص، يُجري الأطباء فحوصات دقيقة تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، واختبار التنفس وردود فعل الحدقة تجاه الضوء.

ويؤكد البروفسور روبرت سيد من جامعة الطب في ساوث كارولاينا أن التقارير التي تتحدث عن "العودة بعد موت الدماغ" غالبا ما تكون نتيجة تشخيصات طبية خاطئة، لأن الدماغ عندما يموت فعليا لا يمكن إحياؤه أبدا.

ما الذي نتعلمه من هذه الحالات؟

1. الوقت أهم عامل في إنقاذ الحياة. كل ثانية بعد توقف القلب تُحدث فرقا.

2. التدريب على الإنعاش القلبي ضروري للجميع — فالمتواجدون أولاً هم من يحددون مصير الضحية.

3. البرودة ليست دائمًا عدوًا. في بعض الظروف، قد تكون وسيلة لشراء الوقت وإنقاذ الدماغ من التلف.

4. العلم لا يصنع المعجزات، لكنه يفسرها. فكل حالة نجاة استثنائية وراءها تفاعل دقيق بين علم الطب والطبيعة.

ما هو الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)؟

الإنعاش القلبي الرئوي هو إجراء إسعافي طارئ يجمع بين الضغط على الصدر والتنفس الصناعي لإعادة تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ والقلب.

يُوصي الأطباء بتعلّمه لجميع فئات المجتمع، إذ يمكن لأي شخص مدرّب أن يُنقذ حياة إنسان خلال دقائق معدودة.

المصدر: Science Mail