كشف فريق بحثي من جامعة ماكماستر الكندية عن كأس حيض من الجيل الجديد يجمع بين الأمان والسهولة والذكاء.
يهدف هذا الابتكار إلى دمج رعاية الدورة الشهرية مع تقنيات الأجهزة القابلة للارتداء، مما يحوّل المنتجات اليومية إلى أدوات فعالة لاكتشاف الأمراض مبكراً ومراقبة الصحة الإنجابية بشكل مستمر.
كبسولة قابلة للتحلل من الأعشاب البحرية
تتمثل التقنية الجديدة في قرص صغير مصنوع من الأعشاب البحرية، تم وصفه في مجلة ACS Applied Materials and Interfaces.
يُضاف هذا القرص داخل كأس الحيض ليعمل على امتصاص الدم بفاعلية وتقليل الانسكابات، وهي من أكثر المشكلات التي تواجه المستخدمات.
ويُستخدم هذا الابتكار مع كأس Bfree Cup المصنوع من سيليكون مدمج بمواد مزلقة تمنع التصاق الفيروسات والبكتيريا، مما يلغي الحاجة إلى غلي الكأس بعد كل استخدام.
يمنح الجمع بين المكونين حلاً أكثر نظافة وسهولة واستدامة مقارنة بالمنتجات التقليدية.
إعادة تصور رعاية الدورة الشهرية
قالت الدكتورة زينب حسين دوست، أستاذة الهندسة الحيوية والكيميائية والمشاركة في قيادة المشروع: “هذا المشروع فتح عينيّ على مدى الحاجة الماسّة إلى الابتكار في مجال رعاية الدورة الشهرية. فهناك ركود كبير في هذا المجال بسبب الوصمة الاجتماعية وقلة الاهتمام.”
وقد طُوّر المشروع بالتعاون مع ليزا هيرتز، مؤسسة شركة Women’s Global Health Innovations، التي سعت لتحسين تقنية كأسها المبتكر Bfree Cup.
وتؤكد هيرتز أن الصحة الشهرية قضية حيوية تمسّ ملايين الفتيات والنساء، خصوصاً في الدول النامية حيث يُعدّ الوصول إلى منتجات آمنة أحد العوائق أمام التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية.
أثر بيئي وصحي طويل الأمد
إلى جانب الفوائد الصحية، يرى الباحثون أن التصميم الجديد يمكن أن يقلل بشكل كبير من النفايات الناتجة عن المنتجات النسائية أحادية الاستخدام.
فالكأس الواحد يمكن أن يدوم لسنوات، ما يجعله حلاً اقتصادياً ومستداماً للمجتمعات ذات الموارد المحدودة.
من النظافة إلى التكنولوجيا الصحية
يتطلع فريق ماكماستر إلى تطوير نسخ مستقبلية من كأس الحيض تحتوي على مستشعرات حيوية متطورة قادرة على كشف العدوى والأمراض المنقولة عبر الدم مبكراً، مما يحول الكأس إلى أداة مراقبة صحية ذكية.
يقول الدكتور توهد ديدار، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية والحيوية: “قد تكون هذه التقنية شكلاً جديداً من الأجهزة القابلة للارتداء أكثر فائدة من الساعات الذكية، لأنها تتيح مراقبة صحية استباقية وليست تفاعلية فقط.”
ويضيف: “إذا تمكنا من دمج أنظمة بسيطة لرصد العدوى أو الحالات مثل بطانة الرحم المهاجرة والتهابات المسالك البولية، سنتمكن من اكتشاف المشكلات الصحية في وقت أبكر بكثير.”
مستقبل التشخيص الصحي للنساء
تُظهر الأبحاث الواسعة لفريق ماكماستر أن دمج المستشعرات الحيوية والذكاء الاصطناعي في منتجات الرعاية النسائية يمكن أن يحدث ثورة في تشخيص الأمراض النسائية مثل السرطان وهشاشة العظام.
ويؤكد البروفيسور وي غاو من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أن هذه التطورات “ستسد فجوات حرجة في تشخيص أمراض النساء وتحسّن رعاية الصحة الإنجابية عالمياً”.