وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على اعتماد حمض الفولينك كعلاج رسمي لحالة عصبية مرتبطة بالتوحد، وبعد هذه الموافقة يتساءل الآباء عن كيفية استفادة أطفالهم المصابين باضطراب طيف التوحد من هذا العلاج.
حمض الفولينك فيتامين أساسي لصحة الدماغ
حمض الفولينك هو الشكل الصناعي للفولات أو فيتامين B9، الموجود في الخضروات الورقية، والفاصوليا، والفواكه الحمضية، ويلعب دورا مهما في نمو الدماغ، وانقسام الخلايا، وتكوين الحمض النووي DNA.
يُستخدم حمض الفوليك (Folic acid) في الفيتامينات الخاصة بالحمل للوقاية من تشوهات الأنبوب العصبي عند الأجنة، ويُعطى بجرعات صغيرة جدا بالمقارنة مع حمض الفولينك، حسب البروفسورة كارلا بومستر، أستاذة الصيدلة والعلوم الصحية.
ويُستخدم حمض الفولينك، المعروف طبيا بالليوكوفيرين (Leucovorin)، منذ عقود لعلاج الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، خصوصا سمية دواء الميثوتريكسات.
التوحد ونقص الفولات الدماغي (CFD)
تم اكتشاف نقص الفولات الدماغي منذ أكثر من 20 عاما، وسرعان ما ارتبط باضطراب طيف التوحد، خاصة أن بعض الأعراض مثل تأخر النطق والحركة تتداخل مع أعراض التوحد.
الأطفال المصابون بنقص الفولات الدماغي غالبا ما يمتلكون أجساما مضادة لمستقبلات الفولات (FRAAs) التي تمنع نقل الفولات إلى الدماغ، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد أكثر عرضة بنسبة 19 مرة لامتلاك هذه الأجسام المضادة مقارنة بالأطفال العاديين.
حمض الفولينك ليس علاجا معجزيا
أظهرت عدة دراسات صغيرة وتجربة عشوائية محكومة أن جرعات عالية من الليوكوفيرين تحسن التواصل اللفظي وسلوكيات أخرى لدى الأطفال المصابين بالتوحد، خاصة من أثبتت الفحوصات إيجابيتهم للأجسام المضادة لمستقبلات الفولات.
ولكن كما تؤكد البروفيسورة بومستر "ليست معجزة" ولا يُعتمد العلاج لعلاج التوحد نفسه، بل لعلاج نقص الفولات الدماغي وتوفير الفولات للدماغ لمن لا يستطيع الاستفادة منها طبيعيا.
التحديات المقبلة
أثناء عملية اعتماد الليوكوفيرين لعلاج نقص الفولات الدماغي، تعتمد إدارة الغذاء والدواء على تحليل منهجي للأدبيات العلمية المنشورة بين 2009 و2024، بدلا من التجارب السريرية واسعة النطاق.
ويشير الدكتور إليجاه إلى الحاجة لمزيد من الدراسات لتحديد مدة العلاج المثالية والجرعة الأمثل، مع مراعاة تفاعل الدواء مع أدوية الصرع أحيانا، والتي قد تقل فعالية بعض الأدوية عند تناول الليوكوفيرين.
الإمداد والتوافر
من المهم التأكد من توفر كمية كافية من حمض الفولينك لتلبية الطلب، خصوصا أنه دواء متوفر بجانب استخداماته في علاج مرضى السرطان الذين يتلقون جرعات عالية من الميثوتريكسات. كما يعزز الليوكوفيرين فعالية علاج سرطان القولون والمستقيم.
كما يؤكد الدكتور إليجاه: "لا نريد مساعدة مجموعة على حساب الإضرار بأخرى"، مما يشير إلى أهمية توزيع الدواء بعناية.