‏ثاني يا جماعة.. عودة مصر لريادة العمل العربي هو لصالح العرب جميعا
مقالات
‏ثاني يا جماعة.. عودة مصر لريادة العمل العربي هو لصالح العرب جميعا
سامح عسكر
16 تشرين الأول 2025 , 16:01 م


الحقيقة المؤكدة في ال 14 عاما الماضية أنه عندما غابت مصر احترب العرب طائفيا وتفككت دولهم وانتشرت الحروب الدينية والمذهبية، وقُتل وشُرد عشرات الملايين، حتى استغلت ذلك اسرائيل في عمل متوحش بإبادة ‎#غزة بينما العرب صامتون وعاجزون لمده عامين.

عندما حَكَم العرب مُراهقي الفكر والطائفيين حدث ما حدث.

تفسير ذلك أن المصري يميل في سياسته الى ثنائية (الحقيقة والبراجماتية)

بينما الذين سادوا في الفترة الماضية كانوا مهتمين بالحقيقة فقط، علما بأن حقائقهم نسبية، وتابعة لجماعات متطرفة دينيا وتيارات متشددة عقائديا.

إعلاء منطق الحقيقة فقط سياسيا بدون البراغماتية يعني تطرف أو شعارات ومتاجرة، وهذا ما رأيناه في 14 عاما الماضية، سيادة آراء متطرفة على الشأن العربي العام، وانتشار المتاجرة بالقضايا الإنسانية أهمها قضايا فلسطين والدين والشريعة.

البراجماتية هي التي تضبط الحقيقة لميزان الواقع، وتجعل من الأفكار والمبادئ قابلة للتطبيق، وتدفع الإنسان للعمل وتقديم المصلحة العامة على الخاصة.

هذا ما يميز السياسة المصرية طوال تاريخها، وجعل منها دولة إقليمية كبيرة، حتى في عز أزماتها تكون مؤثرة، وعندما يبحث جيرانها عن القوة والتأثير فيكون من خلالها.

العرب بحاجة إلى تلك الثنائية في الفترة القادمة ليستعيدوا قوتهم وليرهبوا إسرائيل وحلفائها.

الحقيقة هي التي تمكنهم من الإقناع والصمود ومن العمل والإنتاج ومن التقارب والانفتاح، ومن التفكير بشكل علمي، والا يكونوا خاضعين تابعين بشكل أعمى مثلما يحدث الآن للأسف.

بينما البراجماتية هي التي تجعل من العرب أشخاص عمليين وتهذب من أفكارهم المتطرفة، ويحافظون بها على قوتهم أطول فتره ممكنة، وفوق ذلك توحدهم لا تجعلهم متفرقين لأن إعلاء الحقيقة فقط دون البراجماتية هو مشروع تفكك على أساس ديني وعرقي وقومي وسياسي كبير عانينا منه الفترة الماضية.

على كل محبي العرب من المحيط إلى الخليج أن يدعموا ريادة مصر وعودتها قوية الفترة المقبلة، وإلى مراهقي السياسة والطائفيين الذين سادوا الفترة الماضية (اعتزلوا واستحوا، لقد تورطنا بسببكم)