حقا إنه سناء وثناء السماء على شعب الجبارين، شعب العطاء العظيم، شعب الشهامة والنخوة والمروءة والشرف. هنيئا إنتصاركم ياأهلنا في قطاع الفخر والعزة غزة. وعلى الرغم مما قدمتم من دمكم الذكي.
فلنحني رؤوسنا جميعا لكم ولمقاوميكم الجبابرة... ففي حين تتساقط القنابل كالأقدار، تنهضون كالأشجار، جذوركم في الأرض و قلوبكم في السماء، هناك، حيث العري للمحتل الغاصب يتجلى ويفضح ذاته، تتكشف الأساطير الكاذبة أمام ميتافيزيقيا الحقيقة، ويفضح زيف ” التحضر " المزعوم تحت رماد الأطفال. وفي المقابل، بصمت الصم البكم العمي من المنافقين، يغسلون وجوههم بماء العمالة، ويسبحون بأسماء التطبيع.
أما المقاومة، فهي أنبل من الصمت وأرفع من الجراح؛ تحسن إلى الأسرى كما يحسن الفارس إلى الضعيف، وتكرمهم بإنسانية لم تعرفها الزنزانات الصهيونية المظلمة.
هناك تتجلى الأخلاق قبل الإنتصار، والسمو قبل الرصاص. وهل ينسى عاقل أو صاحب ضمير منا إيران ومواقفها المشرفة، تلك الجمهورية المشرقة في ليل أعرابي معتم_ تواصل حمل المشعل حين انطفأت المصابيح، تذكر العالم بأن القدس ليست عنوانا قوميا بل باراديغما إنسانيا ميتافيزيقيا يقاس به الصدق من النفاق. هكذا يكتب المجد: بالدم الطاهر، بالمداد المأجور. ف ياغزة الصبر والصبراء، يامرآة السماء على الأرض في صمودك يتجلى الله، وتنكسر على صخرتك المنيعة كل مشاريع الغناء.
مفكر كاتب حر لاأنتمي إلى أية جهة، محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة.