كتب الاستاذ حليم خاتون.. ماذا لو فعلها ترامب..
يدور دونالد ترامب حول نفسه عدة مرات كل خمس دقائق، لا يعرف ما هو فاعل, لقد تفوّق على وليد جنبلاط في الدوران حول الذات، إلى درجة أن بيك المختارة، داخ ولم تعد "انتيناته" تلتقط شيئا.
حتى أنّ أميركا، القوة العظمى، أصابها الغثيان من هذا الدوران, لم يعد لبنان يعرف من التالي على لائحة العقوبات؟, قريبا سوف نفاجأ بأسماء قد لا نتوقعها، أو لا نعرفها حتى.
يُقال: إنّ الأمور وصلت بترامب إلى درجة المطالبة بفرض عقوبات على الإرادة الإلهية التي أهانت كبرياءه، وأصابت غروره في مقتل، وأسقطته من عليائه الموهوم.
ساد نوع من الذعر في الدوائر "العاقلة" على امتداد العالم, تأخرت الصين حتى الأمس، لتهنئة بايدن خوفا من جنون ترامب.
الرئيس بوتين، لم يعجبه سقوط الأحمق في البيت الأبيض, .كلما زادت حماقة ترامب، كلما بعُدت أوروبا عن أميركا, وكلما بعُدت أوروبا عن أميركا، ازداد قربها لروسيا.
لم تكن ألمانيا، أبداً بهذا القرب من موسكو، منذ أن قرر هذا المعتوه، من أصل ألماني، أن يضغط أكثر وأكثر على برلين.
وحده ربما، الرفيق كيم جونغ إيل في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية...الخ من الكلمات التي لا تحمل أي معنى؛ وحده كيم لم يهتم؛ لم يعلِّق فترامب لم "يُغبِّر" على "صبّاطه" يوم كان في عزّ قوته، والمؤكّد الآن أنّه لا يساوي أكثر من ديك بِلا سُلطةٍ على دجاجةٍ في قِنّ.
ماذا عن المنطقة العربية؟
الإماراتيون تاهوا في صحراء ترامب يبدون، وكأن حشرة ما، لسعت كلّ أبناء زايد مرة واحدة، بعد أن كانت الإمارات أحد الأقمار التي تدور في فلك أميركا، عادت هذه الدويلة إلى حجمٍ أكثر تقزُّما...صارت الإمارات تدور منبطحة حول نتنياهو. لعلّه يرفع من قدرهم، بعد هذا السقوط المنحط.
لكن: "جات الحزينة تفرح،ما لإتش ليها مطرح".. راح أبناء زايد، وكذلك نتنياهو، كلّ يبكي على كتف الآخر.
أُصيب أبناء زايد بفايروسٍ جديدٍ قديم؛ فايروسِ "الصعلكة" المنتشر كثيراً في عالمنا العربي، من أصغر مشيخةٍ إلى أكبر مَشَخّة، حيث ضاعت الأحجام، فرأينا سيسي مصر يلعق قفا ابنِ زايد يوماً، وابنِ سلمان يوماً آخر.
فجأةً، صار كل هم هؤلاء،إظهار مفاتنهم في التقزُّم أكثر وأكثر...كما القبيحة التي تبالغ في التبرّج إلى حدّ القرف الذي يزيد قُبحها قبحا.
لا أبناء زايد، ولا ابن سلمان استثناء. العالم العربي كلّه، يُسبّح باسم أمريكا.
إذا كانت الدول الكبيرة بالكاد تنبح، فما بالك بقطط العربان وزعمائهم المخصيين.
محور المقاومة يحاول الدوران مع ترامب؛ علّه يستطيع فهمه.
يوماً يتوقعون الحرب، فيشدّون الرحال إليها, ويوماً، تنفرج أساريرهم، لأنّ صوت "العقل" في أمريكا لا يجاري نزوات الحرب، على حدّ اعتقادهم.
كأنّ لصوت العقل والحكمة في واشنطن مكان!!
بل كأنّ الفرق في النتانة، بين بايدن وترامب، له أية إيجابية، وهذا غير واردٍ على الإطلاق.
إلى أين سوف تتجه الأمور؟
بعضهم يقول: إنّ ترامب رجل أعمال، ورجال الأعمال، لديهم دائماً، مقاييس الربح والخسارة، وهذه هي التي تحسم, ترامب لم يذهب إلى الحرب بعد عين الأسد، يوم كان رئيساً مطلق الصلاحيات هو بالتأكيد لن يذهب إليها اليوم، يقولون.
خاصة أنه حتى لو قبل بالهزيمة، فهو ينوي العودة إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات.
لكنّ علماء النفس يصنّفون دونالد ترامب، بأنّه من فصيل الجبناء المجانين، أمثال معمر القذافي في ليبيا، أو بوريس يلتسين في روسيا... صور مقزّمة عن هتلر صغير, وهؤلاء، يَصعُب التنبؤ بما سوف يُقدِمون عليه.أساساً، هم أنفسهم، لا يعرفون ماذا سوف يفعلون.
ألم نقل: إنّ ترامب يدور حول نفسه عدة مرات كل خمس دقائق؟
صحيح أنّ وجود الزِّرِّ النوويِّ، في يد مجنون شيء بالغ الخطورة.
ومن قال: إنَّ حكام أمريكا تمتعوا يوماً، بالرصانة العقلية؟
أقل الناس رجاحةً في العقل، وأكثرهم قرباً للتهور، هم أولئك الذين تفوق قوتهم أيَّةَ قوةٍ أُخرى, كلما تجبّر إنسان، كلما قَرُب الى جنون العظمة.
يعتقد زعماءُ أمريكا أنهم آلهةُ هذا العالم السفلي؛هم يتصرفون على هذا الأساس.
ألم يقل جورج بوش الإبن: إنّهُ يتحادث مع الرب؟, ألم يُقرر ترامب أن يُهدي الجولان السوري الى بني صهيون؟, ألم يُقرر أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة بني إسرائيل المزعومة؟
أَوَلَمْ يُصنف الفلسطينيين هنوداً حُمْراً، في هذه الدولة التي يُبقيها على قيد الحياة،فقط تهاونُ خصومِها وخوفُهم، ليس إلا؟
ترامب تصرف تماما كما ذلك "الرب" التوراتيّ المجهول، الآتي من العدم التاريخي، ليَهبَ أرض كنعان إلى بني إسرائيل..
هو أيضا، ترامب، "رب" يهب الأرض التي يشاء، لمن يشاء...أجل، هو الجنون بعينه.. جنون سكت الناس عليه،فصدّق المجنون أنه ربُّنا الأعلى، يخرج بين الحين والآخر ليوقًِّع فرماناً يُظهره على الشاشات، وعلى بقية البشر الخضوع له..
لطالما طلبنا، من الفلسطينيين بعض الجنون, لطالما تمنينا على محور المقاومة شيئا، ولوبسيطا من الجنون, لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟
نحن معشر العرب، لا نلجأ إلى التعقل، إلّا حين التعامل مع أعدائنا.
لكن، ماذا سوف يكون الرد على جنون ترامب؟
ماذا إذا فعلها ترامب؟
هل سوف نكتفي بعين أسد محدودةٍ أخرى؟
أم سوف يكون الجنون ردّاً على الجنون.
كما قال السيد فضل الله يوماً, عند الفلسطينيين قوة على تخريب الديكور، على الأقل، تخريب الديكور., وكما قال عبد الناصر، قاوموا، ولو بإشعال حريق.
هذه الكلمات لم تعد موجهة فقط لكل فرد من الشعب الفلسطيني، هذه الكلمات موجهة لكل عربي على امتداد الأرض المستباحة، من طنجة إلى جاكرتا، كما يُحب الأخ زكريا في الميادين الترداد.
إذا فعلها ترامب، تكون إرادة الله هذه المرة القتال حتى يوم القتال.
إن قتالنا في سوريا، أعاد روسيا إلى الخارطة الدولية، ورفع قيمتنا إلى حدّ أن كل الإدارة الأميركية، بأمِّها وأبيها، لا تكاد تنام، حتى تنهض مذعورة من كابوس اسمه حزب الله.
إذا فعلها ترامب، وهو رجاء، فأنا مستعدٌّ أن أكون أوّل شهدائه، فإنها ستكون بإذنه تعالى، نهايةالأسطورة لدولة، طال زمن طيرانها، وآن لها أن تقع.