كتب الأستاذ حليم خاتون:
الزويدين بلدة مثل كل بلدة، مثل كل قرية، كل مدينة، كل حي، كل تجمع فلسطيني؛ كل تجمع عربي؛ ليس فقط في الضفة؛ ليس فقط في فلسطين؛ بل في كل بقعة من الارض التي قد تصل اليها أقدام القتلة اللصوص من شعب الله المختار...
في الوقت الذي يخرج كل يوم مسؤول صهيوني يكرر أسطورة شعب الله المختار، ويتحدث عن قرب تحقيق الحلم الإستعماري الصهيوني بإقامة دولة إسرائيل الكبرى؛ يخرج علينا في محور المقاومة من لا يزال يتلهى يوما بالحديث عن احترام طهران للشرعية الدولية، وقوانين وكالة الطاقة الذرية التي مثلها، مثل كل الوكالات والمنظمات والأجهزة الدولية، وُجدت لخدمة الإستعمار؛ ويوما آخر، يخرج عندنا في لبنان من لا يزال يعيش في عصر الوقوف وراء السلطة اللبنانية التي لا وجود لها إلا تحت نعل الحذاء الاميركي الصهيوني...
لبنان ليس اكثر من صورة ربما أكثر حيوية من بقية صور بلدان محور المقاومة؛ لكنها الصورة الأبشع ربما لأنه لا تزال هناك بنية مقاومة يبدو أنها بكل أسف لم تتعلم من كل ما حدث منذ ذلك السابع من أكتوبر المجيد...
بعد حوالي ربع قرن من موت حافظ الأسد؛ سقطت سوريا...
يمكن قول الكثير حول عمالة إردوغان!
يمكن قول الكثير حول عمالة الكثيرين من الإخوان المسلمين!
يمكن مساءلة خالد مشعل وشلته ممن ساهم في إسقاط الدولة السورية!
يمكن حتى التطاول على رموز من حركة حماس الذين وقعوا في فخ قطر وقناة الجزيرة وشلة عزمي بشارة الذي لا يزال يخرج متفلسفا على سمانا عبر قناة العربي التي تبث من قطر أيضا؛ تتحدث بين الحين والآخر بحماسة لا أساس لها عن أطراف محور المقاومة الذي بعد كل ما حدث لا يزال يتصرف بفردية مقيتة، وسط مركزية محور أميركا والناتو وإسرائيل مع بقايا كلاب العرب من ممالك وإمارات الموز في الخليج الذي يصر على تذكر العروبة فقط حين يتعلق الأمر بالفرس...
كما يمكن قول الكثير حول روسيا ومساهمتها في إسقاط الدولة في سوريا، وخضوعها للوبي يهودي صهيوني يسيطر اليوم على روسيا كما كان مسيطرا على الكثير من مفاتيح الحياة في الاتحاد السوفياتي مما عجّل في انهياره...
يمكن لوم الصين...
لكن في النهاية، لماذا يكون هؤلاء جميعا فلسطينيون أكثر الفلسطينيين، وعربا أكثر من العرب...
أما الأميركيون، فهؤلاء أكثر من السمن والعسل على قلوب عبيد العرب...
لا؛ لم يخطئ السنوار!
في التاريخ رأينا عيسى ابن مريم يقاتل الظلم بدمه...
في التاريخ رأينا الحسين إبن علي يقف مع سبعين من الرجال في مواجهة آلاف من الوحوش واللصوص والقتلة والمنافقين...
من يعتقد ولو لحظة أن السنوار قد أخطأ؛ هو يقول أن المسيح قد أخطأ؛ هو يقول أن الحسين قد أخطأ؛ هو يقول أن فيديل كاسترو وغيفارا قد أخطئا رغم ان الأول قد صنع حرية كوبا وسيادتها، والثاني راح من قارة إلى قارة ينشر تعاليم ثورة المستضعفين من شعوب الله المنسية تحت شعار "يا عمال العالم، اتحدوا"...
في لبنان، يتدافع أشباه الرجال في التنظير لمفاوضات تؤدي إلى السلام مع من يقول علنا، في الليل والنهار، إن هؤلاء جميعا ليسوا أكثر من حيوانات خلقها الله على هيئة بشر لخدمة شعب الله المختار...
يظهر مشهد على قناة الميادين حول قرية فلسطينية صادر الصهاينة أكثر من نصف أراضيها؛ بينما يسرح في النصف الآخر مستوطنون مسلحون مع ماشيتهم التي ترعى على أرض مسروقة بحماية جيش ليست مهمته نزع سلاح، كما حال جيش اورثاغوس وتوم برّاك عندنا...
الصهاينة الاشكيناز والسفرديم يختلفون كثيرا عن الصهاينة العرب...
الصهاينة الاشكيناز والسفرديم يعرفون ان السلاح المنتشر بين عصابات المستوطنين هو الوريث الشرعي للسلاح الذي كان في أيدي عصابات الهاغاناه وشتيرن وغيرها ممن أسس للإبادة الأولى قبل سنة ٤٨، وبعد سنة ٤٨...
الصهاينة العرب لا يخجلون من الخيانة... هم ليسوا اكثر من قطعان ماعز وبقر وغنم لا تهرب من الذبح المحتوم إلا في اللحظة الاخيرة؛ لكن دون جدوى...
يتنافس في لبنان أولاد الكلب مع أولاد الزانية على من يكسر التابو علانية أولا...
يريدون السلام مع إسرائيل؛ يهرولون كما هرول الشرع والشيباني لتقديم فروض الطاعة للسيد الأميركي الإسرائيلي الأبيض يتلطف عليهم بشيء من الشعير...
تتحدث بعض الشاشات عن هبوط طائرات عملاقة ربما تكون إماراتية في مناطق كلاب اليمن...
من يعرف إذا كان أنصار الله على علم بهذا!
أم يتفاجؤون كما تفاجأ حزب الله الذي ظل يصرخ ليل نهار عن وجوب الاتجاه شرقا، ثم اشترى البيجرز من هنغاريا...
ليس مهما ان يكون أنصار الله على علم، المهم ان يكونوا تعلموا من مصأئبنا في لبنان وإيران؛ إيران كانت ترى ما يُحضّر لها ثم فوجئت باختراق هائل لكل البنى العسكرية والامنية والمدنية...
صحيح ان أنصار الله يستحقون كل الثناء على ما حققوه من انجازات؛ لكن الصحيح أيضا هو أن الثناء الذي تم إخداقه على حزب الله وعلى الحشد العراقي لم يكن أقل من هذا...
ماذا حصل؟
"يعطي الله الحلاوة إلى من ليس لديه أسنان"! يقول المثل...
لقد أمتلك المحور من السلاح الفتاك ما يفوق بأضعاف مضاعفة ما كان يكفي لتدمير إسرائيل "في نصف ساعة"، ولم يفعل!
لقد أمتلك محور المقاومة ما كان يكفي من السلاح والقوة ما كان يكفي لتوجيه رسالة إلى الأميركي، مشابهة لما فعله أنصار الله في اليمن!
لكن الشباب آثروا التعرض للخديعة تلو الأخرى حتى وصل الأمر بهم إلى الذل الذي يعيشون اليوم في ظله...
يخرج الإمام الخامنئي يهدد بتدمير إسرائيل إذا ما هي تجرأت وكأن ما حصل في الحرب الأخيرة على إيران في حزيران الماضي وقبلها في قصف السفارة الإيرانية في دمشق؛ كأن كل هذا لم يكن حربا على إيران...
تخرج بعض أبواق المقاومة تهدد إسرائيل بعظائم الأمور إن هي تجرأت على الاعتداء على لبنان وهي تهاجم كل يوم، وتقتل كل يوم وسط تصفيق العملاء والخونة الذين لا يزال حزب الله وأبواقه يطلقون عليهم صفة خصوم الداخل...
يا إخوان إذا كان هناك وضع لا يسمح لكم بتحقيق العدالة الثورية وإعدام هؤلاء العملاء كما فعلت حماس؛ على الأقل توقفوا عن التعامل معهم!
ما يجري اليوم داخل لبنان هو أكثر خطورة من كل ما مر في تاريخ هذا البلد منذ تأسيس الكيان...
كما كان وزراء المقاومة شاهد زور طيلة عقدين من الزمن ولم يستطيعوا، ولم يرِدوا الوقوف في وجه الدولة العميقة في لبنان التي نهبت اللبنانيين وأفلست البلد ودمرت الإقتصاد وقدمت لبنان على طبق من فضة لأميركا؛ لا يزال وزراء المقاومة اليوم يقومون بنفس دور شاهد الزور وسط فضائح خصخصة كل مقدرات البلد على طريقة ما فعله يلتسين في روسيا حين حوّل ذلك البلد من قوة عظمى إلى جمهورية موز لا تزال حتى اليوم تحت سلطة الأوليغارشيا اليهودية الصهيونية التي تدير موسكو إلى حد كبير...
يستذكر الدكتور حسن مقلد خطابا للشهيد السيد حسن نصرالله الذي استطاع سنة ٢٠٠٩ إيقاف عملية خصخصة قطاع الهاتف الخليوي...
ربما كانت خطبة السيد تلك يتيمة...
حتى هكذا خطاب اختفى اليوم ونحن نرى وزراء القوات والكتائب يقومون بعملية خصخصة سوف تنتهي إلى بيع كل قطاعات البلد بأبخس الأثمان لصهاينة الداخل بالاشتراك مع الصهيونية العالمية!
وكأن الانبطاح لصهاينة لبنان لا يكفي، تمارس المقاومة نوعا آخر من الانبطاح تجاه صهاينة العرب في الخليج...
قناة المنار التي تهتم بالدعاء الديني؛ كذلك أقنية محور المقاومة الأخرى لا تعرف انها تدفعنا دفعا إلى الكفر بالله حين نرى ماذا يفعل شعب الله المختار في أميركا وأستراليا وبريطانيا وبقية عالم السيد الأبيض، وكيف تعاني بقية الشعوب المستضعفة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية...
يبدو أن الشيطان أكثر ذكاء ولا يتخلى عن أتباعه الذين يزدادون كل يوم أكثر، بينما خلق الله تلك الشعوب المستضعفة ثم نسي أمرها وتركها وحدها تصارع تحالفا يقوده الشيطان نفسه في حرب غير غادلة بيت الشعب الزفت المختار، وبقية شعوب