أعلن باحث شاب من جامعة البلطيق الفيدرالية باسم عمانوئيل كانت (БФУ) عن تطوير وحدة لمس مبتكرة للأطراف البيونية تتيح للمستخدمين استعادة حاسة اللمس من دون أي تدخل جراحي.
الابتكار الذي يحمل اسم Sentium يعدّ نقلة نوعية في مجال إعادة التأهيل العصبي، إذ يمنح المرضى القدرة على الإحساس باللمس ودرجات الحرارة، مما يجعل الطرف الصناعي امتدادا طبيعيا للجسم لا مجرد أداة ميكانيكية.
حل جذري لمشكلة غياب الإحساس في الأطراف الاصطناعية
تُعَدّ فقدان التغذية الراجعة الحسية أكبر تحدٍّ يواجه مستخدمي الأطراف الصناعية الحديثة. هذا النقص في الإحساس يولّد حاجزا نفسيا بين المستخدم وجهازه، ويجعل عملية التأقلم وإعادة التأهيل طويلة ومعقدة — قد تمتد إلى عامين أو ثلاثة أعوام.
يقول مطوّر المشروع شيرود هوكس، وهو طالب في السنة الثالثة ببرنامج الكيمياء في جامعة البلطيق الفيدرالية:
"مشكلتنا الكبرى كانت غياب الإحساس الذي يفصل الإنسان عن طرفه الصناعي، وحدتنا Sentium تعيد للمستخدم الإحساس باللمس والحرارة، لتجعل الطرف امتدادا طبيعيا للجسم — دون أي عملية جراحية أو تعديل في تصميم الأطراف الحالية."
كيف تعمل وحدة Sentium؟
تُزرع الوحدة على سطح الطرف الصناعي دون الحاجة لأي تدخل داخل الجسم، وتعمل عبر مجسات دقيقة ومحركات اهتزازية تحاكي استجابات الجلد الطبيعية.
تعتمد التقنية على تحويل الإشارات الميكانيكية إلى محفزات حسية يلتقطها الدماغ من خلال الجلد، لتمنح المستخدم تجربة شبه طبيعية عند لمس الأشياء أو تمييز درجات الحرارة.
هذه التقنية لا تساعد فقط على الراحة الجسدية، بل تساهم في تسريع التأهيل النفسي والعصبي بعد فقدان الأطراف، مما يختصر فترة التكيف من عدة سنوات إلى أشهر قليلة.
دعم علمي وتمويل رسمي للمشروع
يحظى مشروع Sentium بدعم من مسرّعات جامعة البلطيق الفيدرالية بالتعاون مع مؤسسة سكولكوفو الروسية للابتكار، حيث نجح الفريق في جذب مصممين ومديرين لتطوير المنتج ونموذج العمل التجاري.
وقد حاز المشروع مؤخرا منحة وطنية بقيمة مليون روبل روسي بعد فوزه في مسابقة "الاستارتاب الطلابي"، مما عزز من فرص تحويل الفكرة إلى منتج فعلي خلال السنوات القليلة المقبلة.
بناء نموذج أولي متكامل
صرّح هوكس بأن المرحلة القادمة للمشروع تركز على إيجاد مهندس تطوير رئيسي للمساعدة في تصميم النسخة التجريبية الكاملة (MVP) من الوحدة، تمهيدا لإجراء التجارب السريرية الأولى.
الأمل في أطراف ذكية تعيد إنسانية اللمس
تفتح هذه التكنولوجيا الباب أمام عصر جديد من الأطراف الصناعية الذكية التي لا تكتفي بالحركة، بل تمنح مستخدمها الإحساس الحقيقي.
وبحسب المتخصصين، فإن تقنيات مثل Sentium قد تمهّد الطريق مستقبلاً لدمج الأطراف البيونية مع الذكاء الاصطناعي العصبي، مما يجعل التجربة الإنسانية أكثر واقعية وارتباطا بالجسد الطبيعي.