بين رماد الصمت، تولد الحروف نارا؛ تكتب ماتهاب الممالك قوله، وتفضح الزيف مهما اشتد العصف، فالكلمة الحرة النزيهة لاتباع ولاتشترى.
مابين السطر والنقطة، تولد الحقيقة من رحم الجراح، ويكتب للصدق أن يبقى ولو خانته المنابر. ليس القلم زينة الحروف، بل سلاح الوعي، ودرع الشرف في وجه الزيف والإنبطاح، ومهما اشتدت العواصف تبقى الكلمة بوصلتنا نحو النور.
حين تختنق الحقيقة في حناجر المتخاذلين، تولد الكلمة من رحم النار لا من رحم الحبر، في زمن صار فيه بعض أرباب التيار الحجري الذي يحن إلى العصور الغابرة....سياجا للغاصب، وأدواته الناعمة لتطويع العقول وتشويه المفاهيم، ينهض القلم الحر ليكتب بالجرأة لا بالمجاراة، وبالمنطق لا بالنفاق. تتجلى اليوم ملامح العزة في الشرق، حيث الجمهورية الاسلامية الإيرانية تسطر صفحات من ضياء الكرامة، تساند المظلومين وتزرع الأمل في قلوب المكلومين. إلى جانبها يقف الحليف الجار الشريف باكستان، ويعضدها التنين الصيني والعم الكوري الشمالي والسيد الفنزويلي والدب الروسي وآخرين في اصطفاف كوني جديد يعيد للعالم توازنه ويكسر احتكار القطب الآحادي.
وفي بلد الأبجدية الأولى تخوض المقاومة الوطنية السورية معركة الشرف لتطهير التراب من رجس المحتل الصهيوني. بينما تواصل فلسطين نزفها وصمودها بانتظار الفرج القريب، فالحق لايموت وإن تكاثرت عليه سكاكين الزيف.
ومن مغرب الشمس تتبدى ملامح التحول الديموقراطي الحقيقي وتلوح في الأفق بشائر الوحدة المغاربية الكبرى، تقودها شعوب حرة مؤمنة بالعروبة والعدالة، تتوج مسيرة جار المليون ونصف المليون شهيد بار وتعلن فجر الكرامة المتجددة. وهكذا تتهاوى أقنعة بعض الأنظمة المتخشبة، وتتهافت الكراسي المرصعة أمام صحوة عربية عالمية، تكتب فصلها القادم أقلام الأبرار لا أبواق الدجالين.
” ونريد أن نمن على الذين إستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" ومن خان الحقيقة خان ذاته قبل أن يخون وطنه، ومن صمت عن الزيف صار شريكا في صناعته.
مفكر كاتب حر لا أنتمي لأية جهة، وإعلامي سابق في الغربة.