بول الأفاعي قد يساعد في علاج حصى الكلى وفق دراسة علمية
دراسات و أبحاث
بول الأفاعي قد يساعد في علاج حصى الكلى وفق دراسة علمية
24 تشرين الأول 2025 , 13:07 م

طوّرت الزواحف في البيئات القاحلة حيث المياه نادرة آلية مذهلة للتخلص من الفضلات دون فقدان السوائل الثمينة. فبدلاً من إفراز البول السائل كما يفعل الإنسان، تقوم الأفاعي ومعظم الزواحف بطرد الفضلات النيتروجينية على شكل صلب.

هذا التكيف الحيوي الفريد سمح لها بالبقاء في الظروف الصحراوية القاسية، وقد ألهم العلماء لإجراء دراسات قد تحدث ثورة في علاج أمراض الكلى عند البشر.

دراسة أمريكية تكشف أسرار "البول الصلب"

قام فريق من العلماء الأمريكيين بدراسة التركيبة الصلبة لبول أكثر من 20 نوعا من الزواحف، بهدف فهم الطريقة التي "تعبئ" بها هذه الكائنات الفضلات الكريستالية وتخرجها من أجسامها دون ضرر.

نُشرت نتائج البحث في مجلة Journal of the American Chemical Society، وهي واحدة من أبرز المجلات العلمية في مجال الكيمياء الحيوية.

كيف يختلف جسم الإنسان عن الزواحف؟

في الإنسان، يتم التخلص من النيتروجين الزائد على شكل اليوريا المذابة في البول، ولكن عندما تتراكم حمض اليوريك بكميات كبيرة في الجسم، فإنه يتبلور مكونا حصى الكلى أو ترسبات في المفاصل كما يحدث في مرض النقرس.

أما الأفاعي والزواحف فقد طوّرت عبر ملايين السنين طريقة مدهشة للتعامل مع هذه المشكلة — إذ تقوم بتحويل الفضلات النيتروجينية إلى شكل صلب يُعرف بـ "اليورات" (Urates)، وتفرزها من الجسم دون الحاجة للبول السائل.

بول الأفاعي تحت المجهر

باستخدام تقنيات المجهر الإلكتروني المتطور، اكتشف العلماء أن اليورات التي تنتجها الأفاعي تتكوّن من ميكروسفيرات دقيقة (كرات مجهرية) يتراوح قطرها بين 1 إلى 10 ميكرومتر فقط.

وتتكون هذه الميكروسفيرات أساسا من حمض اليوريك، الذي يقوم بدور مزدوج:

1. يساعد في تحويل الأمونيا السامة إلى مادة صلبة غير ضارة.

2. يتيح التخلص من النيتروجين الزائد دون فقدان الماء.

كيف يمكن أن يفيد هذا الإنسان؟

يرى العلماء أن فهم هذه العملية التطورية يمكن أن يقود إلى ابتكار طرق جديدة لعلاج حصى الكلى والنقرس.

إذ إن اكتشاف آلية تجعل الجسم يتعامل مع حمض اليوريك بطريقة آمنة وغير مؤلمة قد يمكّن الأطباء من تطوير علاجات تمنع تكوّن الحصى نهائيا.

ويعتقد الباحثون أن حمض اليوريك قد يؤدي دورا مشابها في جسم الإنسان، وأن التعرف على كيفية تعامل الأفاعي معه يمكن أن يلهم علاجات أكثر فعالية وأقل تدخلاً.

نظرة مستقبلية

تُعد هذه النتائج خطوة مهمة نحو فهم أعمق لآليات الجسم في التخلص من الفضلات، كما تُبرز كيف يمكن للطبيعة أن تقدم حلولاً مبتكرة لمشاكل طبية معقدة.

ويأمل العلماء أن تفتح هذه الأبحاث الباب أمام جيل جديد من الأدوية التي تمنع تراكم البلورات المؤذية داخل الكلى والمفاصل.

بينما يبدو بول الأفاعي مجرد ظاهرة غريبة في عالم الحيوان، إلا أنه قد يكون المفتاح لفهم وتطوير علاج فعّال لحصى الكلى والنقرس عند الإنسان.

فمن خلال دراسة أسرار الطبيعة وتكيّفاتها الفريدة، يقترب العلم يوما بعد يوم من تحويل المعجزات البيولوجية إلى إنجازات طبية.

المصدر: Journal of the American Chemical Society