روبوت صيني يشبه قنديل البحر لتنفيذ مهام مراقبة صامتة سرية تحت الماء
علوم و تكنولوجيا
روبوت صيني يشبه قنديل البحر لتنفيذ مهام مراقبة صامتة سرية تحت الماء
26 تشرين الأول 2025 , 12:12 م

أعلن باحثون صينيون في إنجاز جديد بمجال الروبوتات الحيوية (Biomimetic Robotics) عن تطوير روبوت مائي مستوحى من قناديل البحر أطلقوا عليه اسم “الشبح تحت الماء”، صُمم خصيصا للعمليات الصامتة والمراقبة السرّية في أعماق البحار.

الروبوت الذي طوّره فريق بقيادة الباحث تاو كاي في جامعة البوليتكنيك الشمالية الغربية بمدينة شيآن في مقاطعة شنشي، يتميز بتصميم شفاف يحاكي الشكل والحركة الطبيعية لقناديل البحر.

فبفضل جسمه الناعم الذي يشبه المظلة ونظام الدفع الانسيابي، يمكنه التحرك في المياه بسلاسة شبه تامة دون أن ترصده أجهزة الاستشعار أو العين البشرية.

ويهدف هذا الابتكار إلى الرصد الذكي تحت الماء، والمراقبة البيئية في الزمن الحقيقي، وحتى مهام الاستطلاع السرية في مناطق مختلفة حول العالم.

تكنولوجيا التخفي والاستدامة في أعماق المحيط

يمزج الروبوت الجديد بين كفاءة الطاقة، والحركة الهادئة، والتصميم الحيوي الواقعي، مما يجعله مثاليا لمهام المراقبة الدقيقة للبنية التحتية البحرية والبيئات الحساسة.

وأوضح تاو كاي أن هذه التقنية تفتح الباب أمام طرق جديدة لاستكشاف المحيطات دون الإضرار بالنظم البيئية البحرية أو إثارة أي ضوضاء قد تؤثر في الكائنات البحرية.

تم تصنيع الروبوت باستخدام مادة هيدروجيل موصلة كهربائيا، ما يمنحه مرونة عالية ومظهرا شفافا أقرب إلى الكائنات الحية.

ويبلغ قطره 12 سنتيمترا تقريبا ووزنه 56 غراما فقط، مما يجعله نموذجا واعدا لاستكشاف المحيطات بطريقة صامتة ومستدامة، وفقا لتقرير South China Morning Post.

آلية حركة مستوحاة من الطبيعة

يعمل الروبوت عبر محرك هيدروليكي كهرستاتيكي يحاكي انقباضات وانبساط عضلات قناديل البحر الحقيقية في نبضات منتظمة.

وتشبه هذه التقنية في أدائها الإشارات العصبية للكائنات الحية، ما يمنح الروبوت حركة انسيابية طبيعية دون ضجيج أو اهتزاز كما في أنظمة الدفع التقليدية.

ويستهلك الجهاز 28.5 ميلي واط فقط من الطاقة، أي أقل بكثير من معظم الروبوتات المائية، مما يجعله غير قابل للرصد تقريبا في البيئات البحرية الحساسة.

ذكاء اصطناعي تحت الماء: عين رقمية بقدرات تحليلية

تم تزويد الروبوت بكاميرا صغيرة ومعالج ذكاء اصطناعي مدمج، ما يتيح له رصد وتحديد الأهداف بدقة عالية باستخدام خوارزميات التعلم الآلي.

وبهذه القدرات، يمكن للروبوت التنقل ذاتيا في البيئات المائية المعقدة، والتقاط الصور والبيانات في الوقت الحقيقي، مما يجعله مثاليا لمهام المراقبة العلمية والعسكرية على حد سواء.

ظهور الروبوت في البرامج العلمية الصينية

ظهر هذا الروبوت الشبيه بقنديل البحر لأول مرة في برنامج علمي على قناة CCTV الصينية إلى جانب ابتكارات أخرى مستوحاة من الكائنات الحية مثل الطيور والجراد والسمك والسحالي الآلية، مما يعكس الاهتمام المتزايد في الصين بدمج علم الأحياء مع الروبوتات الذكية.

وخلال العرض التلفزيوني، قدّم تاو كاي عرضا حيا لقدرات الروبوت، حيث تمكن من التحليق بثبات في المياه المتحركة والتعرف على أجسام مثل شعار الجامعة وأسماك المهرج.

وقد أظهر ذلك مدى دقة أنظمة التحكم الحيوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفتح آفاقًا جديدة لاستخدام الروبوتات المستوحاة من الطبيعة في استكشاف أعماق البحار.

يمثل هذا الابتكار خطوة رائدة في مجال الروبوتات الحيوية الذكية، إذ يجمع بين التصميم المستوحى من الطبيعة، والذكاء الاصطناعي، والكفاءة الطاقية العالية، مما يجعله نموذجا واعدا لتقنيات المراقبة الصامتة والاستكشاف البيئي المستدام في المستقبل القريب.

المصدر: Xinhua