في السياسة كما في الاقتصاد القاعدة (( الاستثمار والمردود )) على هذه القاعدة استثمرت تركيا الاردوغانية وقطر التميمية في غزة الحمساوية من خلال الدعم التركي السياسي ودعم قطر المالي لحركة حماس في غزة. تُعَد عملية طوفان الاقصى اعلى درجات. الصراع على مستقبل غزة النفطغازية حين طرح نتنياهو استراتيجيته المضادة لعملية الطوفان واعلن ان اسرائيل تخوض حربا وجودية وعليه ان يقوم بتهجير مواطني القطاع عبر المجازر والابادة الجماعيةوالتجويع والتدمير والقضاء المبرم على حماس.في مقابل ذلك كان اصرار حماس على مواجهته وافشاله بصرف النظر عن التضحيات والدمار.وعندما طال امد الحرب والمقاومة الاسطورية للمقاتلين الفلسطينيين وايغال جيش الكيان في القتل والتدمير الممنهج ،حدث الانقلاب في الرأي العام الغربي الذي تبنّى الرواية الفلسطينية العادلة وتخلـى عن الرواية الصهيونية المزيفة والظالمة .انعكس ذلك جدليا على مواقف حكومات الغرب الاوروبي وخاصة بريطانيا التي رعت انشاء دولة. الكيان على الارض الفلسطينية من الالف الى الياء ..ارتقت مواقفها الى الاعتراف بدولة فلسطينية.
* الموقف الاوروبي لم يثن نتنياهو عن مواصلة الحرب على غزة ما دامت. الادارات الامريكية الديموقراطية والجمهورية تقف لصيقة للكيان وتشكل الوجه الاخر للعملة.بعد مضي عام على انتخاب ترام رئيسا. للولايات. المتحدة الامريكية ورعايته للحملة العسكرية. الاسرائيلية على. غزة واستمرارا لما قام به سلفه. جو بايدن ،وجد نفسه امام التحولات الجذرية التي اختمرت. وتفاعلت في القواعد الشعبية وطلبة الجامعات لكلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري. التي يعود اليها القول الفصل في الانتخابات الامريكية.مما ادى الى تبني قيادات. في الحزب الديموقراطي في مجلسي النواب والشيوخ للرواية الفلسطينية ،ودفع قيادات في الحزب الجمهوري وحركة ماغا. التي اوصلت ترامب الى كرسي الرئاسة في البيت الابيض .
وعملا بقاعدة الاستثمار والمردود التي تحكم سياسات ترامب ،دفعته الى طرح مبادرته التي تحمل اسمه (( خطة ترامب)) بشان الحرب على غزة.فترامب العارف. بمكنونات قطاع. غزة النفطغازية في بره وبحره وموقعه على البحر الابيض المتوسط الذي يطمح ترامب لجعله ريفيرا الشرق ،حشد عشرين دولة في شرم الشيخ المصرية في قمة سميت بقمة شرم الشيخ، وجلس في الصف الامامي وعلى يمينه جلس الرئيس المصري السيسي ،وعلى يساره الرئيس التركي اردوغان ووقعا الاتفاق كضامنين اقليميين،وجلس المشاركون في الصف الخلفي.
* بعد توقيع الاتفاق الذي رافقته احتفالية. اعلامية ،امر ترامب بتشكيل القيادة الامريكية في مستوطنة كريات. غات. في جنوب فلسطين. المحتلة ،لتكون مركزا للتنسيق المدني-العسكري. بين واشنطن. وتل ابيب ،وتحت اشراف القيادة المركزية للجيش الامريكي ( سنتكوم )بقيادة الجنرال. باتريك. فرانك ،بينما عين وزير الخارجية. الامريكي. ماركو روبيو. مسؤولا مدنيا عنه.قال روبيو. خلال. زيارته لمقر القيادة : (( لم نأت الى هنا لسباق. قصير ،نحن. في ماراثون. طويل،على الجميع ان ياخذ. نفسا. عميقا.،فالايام. الصعبة. لم. تنته بعد.ينجز هنا عمل عظيم وغير مسبوق في التاريخ ،وهي مهمة طويلة. وصعبة ،لكنها ضرورية لبناء استقرار. دائم. في المنطقة .
* تضم القيادة الامريكية في مستوطنة كريات غات الى جانب قوات المارينز الامريكية ،قوات عسكرية من عدة دول بينها قوات احتياط من الجيش الاسرائيلي،وكندا،بريطانيا،استراليا،المانيا،فرنسا،اسبانيا،الاردن،الدنمارك،والامارات العربية المتحدة.والباب مفتوح لمن يريد ان يشارك يريد ان يشارك.لكنهم جميعا تحت القيادة الامريكية والعلم الامريكي لا غير.
يتضح لنا من كل هذه الاجراءات العملية والمتسارعة على الارض،وانتشار المسيرات الامريكية في اجواء القطاع لمراقبة تقيد اطراف الصراع بوقف الحرب،انها عملية الطلاق الاولى بين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل.لقد عبر عدد من القادة والسياسيين الاسرائيليين بالقول : ((ان مقر القيادة الامريكية في كريات غات يشكل دولة. داخل. الدولة )).
لكن خطة ترامب صفقة شاملة لا تقبل التجزئة،ولا يسمح لاي طرف بان يسقط اي من بنودها.وان على تركيا ومصر ان تعملا على الزام حركة " حماس "بالتقيد التام بها.واهم هذه البنود هو نزع وتسليم السلاح .وعلى الرغم من ذلك نجد ان خليل الحية رئيس الوفد المفاوض الفلسطيني يصر ويؤكد من جهته على ان نه يجب على اسرائيل ان تتقيد وتلتزم بتنفيذ الاتفاق .كما ابدى مرونة بعدم تمسك الحركة بادارة غزةوطرح القبول بحكومة تكنوقراط مدنية فلسطينية لادارة القطاع .كما انه يرفض رفضا قاطعا ان يوضع قطاع غزة تحت الوصاية الاجنبية او العربية.لقد رمى الكرة في الملعب الاسرائيلي ،واعلن ان لا مصلحة للفلسطينيين بالعودة الى الحرب بعد كل ما لحق بالبشر والشجر والحجر من خراب ودمار وقتل للمدنيين والاطفال.
يعمل نتنياهو جاهدا على معارضة خطة ترامب.لكن القيادة الامريكية في كريات غات تمثل الاصيل الذي انشأ واقام دولة الكيان"الوكيل".وعندما يحضر الاصيل على الارض ،فلا رأي للوكيل.لذلك عندما اقر الكنيست في قراءة تمهيدية ضم الضفة الغربية على غرار ضم الجولان السوري المحتل.اعترضت الولايات المتحدة الامريكية وعلى لسان المسؤولين فيها وعلى راسهم الرئيس ترامب الذي لن يسمح لاي طرف ان يشوش على خطته بشان انهاء الحرب على غزة.
* السؤال الاهم ،ما هو الهدف النهائي لترامب من تطبيق ونجاح خطته ؟
يريد ترامب ان يحول قطاع غزة الى امارة فلسطينية نفطغازية على غرار امارات الخليج العربية تديرها حكومة مدنية .اما السلاح سيبقى بايدي المقاتلين الذين سيتحول دورهم الى قوات لحفظ الامن وتطبيق القانون.وسيكون مجمدا بدل عملية السحب وهو مخرج مشرف.لن يكون هناك من يدعو الى الجهاد لتحرير فلسطين، لا في المستقبل القريب ،ولا في قادم الاعوام،وسيطل علينا اصحاب الفتاوى وما اكثرهم ليقولوا لنا :(( وكفى الله المؤمنين شر القتال))
واذا ما فرغ ترامب من تحقيق خطته ،ستكون خطوته او خطته التالية هي مكافأة اسرائيل بمنحها حق ضم الضفة. الغربية -يهودا والسامرة -لب وجوهر المشروع الصهيوني المدعوم من المسيحية الصهيونية.لان الغرب الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية لا يمكن باي حال من الاحوال ان يتخلوا عن قاعدتهم العسكرية المتقدمة في الاقليم وراس حربتهم.ان عملية ضم الضفة الغربية لا تحتاج الا الاعلان،لان واقع الحال على الارض يقول: (( السلطة كل السلطة للجيش الاسرائيلي وقطعان المستوطنين الذين يعيثون فيها خرابا ونهبا وقتلا.
مهندس زياد ابو الرجا
