روسيا تختبر صاروخ كروز نووي جديد يحلّق 15 ساعة متواصلة
أخبار وتقارير
روسيا تختبر صاروخ كروز نووي جديد يحلّق 15 ساعة متواصلة
28 تشرين الأول 2025 , 13:35 م

أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نجاح اختبار صاروخ كروز نووي تجريبي يُعرف باسم "9M730 بروفستنيك"، والذي يطلق عليه حلف الناتو اسم "Skyfall".

ووفقا للتقارير الروسية على موقع TheWeek.com أكمل الصاروخ رحلة تجريبية استمرت 15 ساعة متواصلة قطع خلالها حوالي 14,000 كيلومتر (8,700 ميل) باستخدام مفاعل نووي صغير لتوليد الطاقة.

اختبار مثير للجدل وسط تدريبات نووية كبرى

جاء الإعلان متزامنا مع مناورات نووية واسعة النطاق، وروّجت له وسائل الإعلام الحكومية الروسية كدليل على بلوغ الصاروخ مرحلة اختبار متقدمة.

ومع ذلك، لم تؤكد أي جهة مستقلة مثل المراقبين الدوليين أو بيانات الأقمار الصناعية هذه الرحلة حتى الآن.

ويرى مسؤولون غربيون أن الإعلان الروسي يهدف أكثر إلى إظهار القوة والردع منه إلى تأكيد إنجاز تقني فعلي، خاصة بعد إخفاق عدة اختبارات سابقة.

إحياء أفكار الحرب الباردة

يُستمد تصميم صاروخ بروفستنيك من مشروع أمريكي قديم يُعرف باسم "مشروع بلوتو (Project Pluto)" أُطلق في خمسينيات القرن الماضي لتطوير صاروخ نفاث يعمل بالطاقة النووية تحت اسم SLAM (الصاروخ الأسرع من الصوت على ارتفاع منخفض).

رغم أن المشروع الأمريكي أنتج مفاعلين تجريبيين (Tory-IIA وTory-IIC)، فقد تم إلغاؤه عام 1964 بسبب مخاطر الإشعاع النووي وظهور الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

من الفكرة إلى الواقع الروسي

في عام 2018، كشف الرئيس فلاديمير بوتين عن مشروع بروفستنيك، واصفًا إياه بأنه صاروخ يمكنه "التحليق طالما تشاء"، بفضل مفاعله النووي الصغير الذي يمنحه مدى غير محدود نظريا وقدرة على تفادي أنظمة الدفاع الجوي من خلال الطيران المنخفض.

بدأت اختبارات الصاروخ منذ عام 2017 في مناطق نائية من القطب الشمالي وبحر الأبيض، إلا أن العديد منها فشل.

وفي أغسطس 2019، وقع انفجار مميت في ميدان اختبار "نيونوكسا" قرب بحر الأبيض، أسفر عن مقتل عدد من مهندسي وكالة الطاقة النووية الروسية (روس آتوم) وتسبب بارتفاع مؤقت في مستويات الإشعاع في مدينة سيفيرودفينسك المجاورة.

وقد ربطت تقارير استخباراتية غربية الانفجار بمحاولة فاشلة لاستعادة أو اختبار مفاعل صاروخ بروفستنيك.

كيف يعمل صاروخ "بروفستنيك"؟

وفقا لتقارير استخباراتية أمريكية ومصادر مفتوحة، يستخدم الصاروخ مرحلة إطلاق تقليدية بواسطة معزز صاروخي حتى يصل إلى الارتفاع المطلوب، ثم ينتقل إلى الدفع النووي.

حيث يدخل الهواء إلى ممر المحرك ويُسخّن بواسطة تفاعل انشطار نووي داخل المفاعل، مولّدًا قوة دفع مستمرة.

لكن هذه التقنية تواجه تحديات هندسية وبيئية ضخمة، من بينها:

حماية الأنظمة الإلكترونية من الإشعاع.

التحكم في الحرارة الناتجة.

تجنب التلوث الإشعاعي في حال فشل الصاروخ أو تحطّمه.

جدل علمي واستراتيجي

يشكك خبراء مثل جيفري لويس وجيمس أكتون في صحة الادعاءات الروسية، معتبرين أن الصاروخ "تجريبي وغير موثوق إلى حد كبير".

وحتى لو تم تأكيد نجاح الرحلة، فإنها ستكون أول رحلة نووية حرارية طويلة المدى في التاريخ — وهو إنجاز لم تحققه الولايات المتحدة خلال مشروع بلوتو.

غير أن المحللين يؤكدون أن الفائدة الاستراتيجية تبقى محل شك، نظرًا إلى المخاطر البيئية الجسيمة المحتملة.

ففي حال تحطم الصاروخ أو تعطّل مفاعله أثناء التحليق، قد ينتج عن ذلك تلوث إشعاعي واسع النطاق يهدد البيئة والسكان في مناطق شاسعة.

المصدر: TheWeek.com