خلايا الدهون قد تكون مفتاح لعلاج الصلع مستقبلا
منوعات
خلايا الدهون قد تكون مفتاح لعلاج الصلع مستقبلا
4 تشرين الثاني 2025 , 11:42 ص

كشف فريق بحثي بقيادة تاي وزملائه في دراسة علمية حديثة نُشرت عام 2025 في مجلة Cell Metabolism، عن اكتشاف مذهل يُظهر أن خلايا الدهون (adipocytes) يمكنها المساهمة في تحفيز نمو الشعر من جديد بعد الإصابات الجلدية.

كيف أجريت التجربة؟

أجرى العلماء تجاربهم على فئران تم حلاقة شعرها ثم تعريض جلدها لإصابات خفيفة باستخدام مهيّجات كيميائية أو حرارة بسيطة.

بعد ذلك، تمت مقارنة نمو الشعر في المناطق المصابة مقابل الجلد السليم باستخدام تقنيات تصوير مجهرية متقدمة.

وتبيّن أن هذه الإصابات أدت إلى حدوث التهاب موضعي، مما استدعى تدخل الخلايا المناعية من نوع البلاعم (macrophages) في موقع الإصابة.

وعند تفعيلها، قامت هذه البلاعم بإرسال إشارات إلى خلايا الدهون لتبدأ بإفراز الأحماض الدهنية، التي امتصتها الخلايا الجذعية المسؤولة عن نمو الشعر — مما حفّزها على إعادة النمو مجددا.

تسلسل بيولوجي متكامل لإعادة إنبات الشعر

كتب الباحثون في دراستهم: "لقد أثبتنا أن تفعيل خلايا الدهون يحدث كنتيجة لاحقة للالتهاب المناعي المحلي الناتج عن إصابة الجلد، ضمن سلسلة من الأحداث الخلوية المتتابعة.

وبعد فهم هذه العملية، حاول الفريق اختبار إمكانية تحفيز نمو الشعر دون الحاجة للإصابة الجلدية.

فقاموا بتطبيق مصل مكوّن من نفس الأحماض الدهنية مباشرة على جلد الفئران، وكانت النتيجة مدهشة: عاد نمو الشعر خلال نحو 20 يوما فقط.

القيود والتحديات

لكن الباحثين أوضحوا أن العلاج لا يكون فعالا إلا في البصيلات التي تكون في مرحلة السكون — أي تلك التي تنتظر الإشارة للنمو مجددا.

أما في فروة الرأس البشرية، فإن دورات الشعر تختلف من شعرة لأخرى، مما يجعل العلاج أكثر تعقيدا مقارنة بتجارب الحلاقة على الفئران.

آفاق مستقبلية لعلاج تساقط الشعر

يرى العلماء أن تنشيط الخلايا الجذعية للشعر عبر خلايا الدهون يمثل نهجا واعدا وآمنا وسريعا في علاج الصلع، رغم الحاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد مدى فاعليته على البشر.

الفريق البحثي يعمل حاليا على إطلاق تجارب سريرية لتقييم إمكانية تطبيق هذا النهج في العلاجات الطبية المستقبلية.

كما أشار الباحثون إلى ضرورة فهم أعمق لآليات الالتهاب الجلدي وكيفية تنظيم إطلاق الأحماض الدهنية بواسطة الخلايا المناعية، من أجل تحسين دقة العلاج.

يقول مؤلفو الدراسة: "الوجود الطبيعي لخلايا الدهون وسجلّها الآمن في جسم الإنسان يفتحان الباب أمام إمكانية استخدامها لعلاج حالات تساقط الشعر في المستقبل."

المصدر: مجلة Cell Metabolism