مضاد حيوي شائع يقلل خطر الإصابة بالفصام
دراسات و أبحاث
مضاد حيوي شائع يقلل خطر الإصابة بالفصام
6 تشرين الثاني 2025 , 12:35 م

أشارت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي (American Journal of Psychiatry) إلى أن مضادا حيويا واسع الاستخدام، وهو الدوكسيسيكلين (Doxycycline)، قد يساعد في تقليل خطر إصابة بعض المراهقين بمرض الفصام لاحقا في حياتهم.

فقد وجد الباحثون أن المرضى الذين تلقوا هذا الدواء خلال فترة المراهقة في إطار خدمات الصحة النفسية كانوا أقل عرضة بنسبة 30–35٪ لتطوير الفصام في مرحلة البلوغ مقارنة بمن تلقوا أنواعا أخرى من المضادات الحيوية.

تحليل واسع من قاعدة بيانات طبية فنلندية

قاد الدراسة فريق من جامعة إدنبرة بالتعاون مع جامعة أولو (Oulu) وجامعة دبلن (University College Dublin)، حيث استخدموا نماذج إحصائية متقدمة لتحليل بيانات طبية لأكثر من 56 ألف مراهق خضعوا لعلاج نفسي وتلقوا مضادات حيوية مختلفة.

النتائج أظهرت علاقة قوية بين استخدام الدوكسيسيكلين وانخفاض خطر الإصابة بالفصام، مما يشير إلى أن العقار قد يمتلك خصائص وقائية على مستوى الدماغ تتجاوز استخداماته كمضاد للبكتيريا.

كيف يمكن للمضاد الحيوي أن يؤثر في الدماغ؟

يرى الباحثون أن التأثير الوقائي المحتمل للدوكسيسيكلين قد يكون ناتجا عن خصائصه المضادة للالتهاب وقدرته على التأثير في تطور الدماغ.

تشير دراسات سابقة إلى أن الدواء يقلل الالتهاب في الخلايا العصبية ويؤثر في عملية تُعرف بـ التقليم التشابكي (synaptic pruning)، وهي آلية طبيعية يقوم فيها الدماغ بإزالة الاتصالات العصبية الزائدة.

لكن عندما يحدث تقليم مفرط، قد يؤدي ذلك إلى خلل في الاتصالات العصبية، وهو ما يرتبط بتطور مرض الفصام.

نتائج واعدة تحتاج إلى دراسات أعمق

أوضح البروفيسور إيان كيليهر (Ian Kelleher)، أستاذ الطب النفسي للأطفال والمراهقين في جامعة إدنبرة، قائلاً:

"ما يصل إلى نصف الأشخاص الذين يصابون بالفصام كانوا قد تلقوا علاجا نفسيا في مرحلة الطفولة أو المراهقة لمشكلات عقلية أخرى، ومع ذلك لا توجد حتى الآن أي تدخلات مثبتة علميا يمكنها تقليل خطر الإصابة لاحقا."

وأضاف: "نتائجنا مشجعة للغاية، لكنها تعتمد على دراسة رصدية، وليست تجربة سريرية عشوائية، لذا لا يمكننا الجزم بالسببية، لكن المؤشرات قوية بما يكفي لبدء تجارب جديدة تستكشف دور الدوكسيسيكلين والعلاجات المضادة للالتهاب في الوقاية من الأمراض العقلية الشديدة."

آفاق مستقبلية في الطب النفسي الوقائي

تمثل هذه النتائج خطوة مهمة نحو إعادة توظيف الأدوية الشائعة لأغراض جديدة، وهي استراتيجية تكتسب أهمية متزايدة في الطب الحديث.

فإذا تم تأكيد التأثير الوقائي للدوكسيسيكلين، فقد يصبح أول تدخل دوائي يقلل خطر الإصابة بالفصام بين المراهقين المعرضين لهذا الاضطراب العقلي الخطير.

نُشرت الدراسة في المجلة الأمريكية للطب النفسي (American Journal of Psychiatry).


المصدر: American Journal of Psychiatry