كتب الأستاذ حليم خاتون:
لم يبق إبن كلب لم يأت إلى لبنان...
يوم تأتي أورثاغوس، ويوم برّاك...
يوم وزير بريطاني، ويوم وزير ألماني...
يوم وزير فرنسي، ويوم وزير سعودي...
الكل حنون!!!...
الكل مهتم بمصلحة لبنان!!!...
كل ما يريده هؤلاء هو مصلحة شعب لبنان وبالأخص أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية!!!...
هم يريدون لنا فقط التخلي عن آخر ورقة تين تستر عورة هذا البلد...
يقولون لنا إن هذا لمصلحتنا؛ لكننا بسطاء ولا نفهم!!!
من كثر حبهم لنا، يريدون فقط أن نسلم ما لدينا من سلاح لدولة الكيان الصهيوني "الطيب جدا"!!!...
آخر أولاد الكلب هؤلاء كان رئيس المخابرات المصرية...
على طريقة الشرطي الجيد والشرطي السيء، تقاسم الحلف التابع لأميركا الأدوار...
ذهبت كل تهديدات أورثاغوس في المجارير...
مسح أهل الجنوب والبقاع مؤخرات أولادهم بتهديدات توم برّاك...
أما نصائح وزراء الناتو وأغاني الغربان من العربان التي غناها أهل السلطة من نواف سلام وجُر؛ وصولا حتى آخر كلب قواتي او كتائبي او "سيادي!!!" من أمثال الفلسطيني الناكر المتنكر وضّاح الصادق! وزميله في العمالة مارك ضو، فتقوم بتلحين أغاني هؤلاء العربان والغرب واسرائيل محطة ال MTV؛ ومعها مجموعة من الأبواق العربية والمحلية من "العربية" الى "الحدث" الى "سكاي نيوز" الى أبواق تنتشر هنا وهناك في هذا النظام الرسمي العربي العميل تحت يافطة الاعتدال...
...كل ذلك ربما نشر بعض الرعب في البعض؛ لكن في الإجمال، ساهم هؤلاء الكلاب من حيث لا يدرون في زيادة اليقين عند بيئة المقاومة أن إسرائيل وأميركا مرعوبتان مما نملك من سلاح، وأن كل المطلوب هو فقط الجرأة التي ملكها حزب الله طيلة اربعة عقود، وملكتها إيران منذ الثورة، قبل ان يتنازلا عنها بكل الغباء الموصوف باسم الواقعية...
أن يقول لك مواطن مسكين يتعرض إلى هذا الكم الهائل من البلطجة الإعلامية، واستعمال مسألة التفوق التقني عند العدو كفزاعة هو أمر يمكن الرد عليه ببساطة إننا أكثر من قادرين على المواجهة التي أثبت حزب الله القدرة عليها طيلة ٦٦ يوما؛ واثبتت إيران القدرة عليها خلال ١٢ يوما قبل أن تعود الى الغباء نفسه وتوافق على وقف للنار شبيه بكل الهدنات التي كان يلجأ اليها العدو سنة ٤٨ وقبل ٤٨ في كل مرة كان يتلقى ضربات ويحتاج إلى المزيد من المرتزقة ومزيد من السلاح من الغرب...
أن يصدر هكذا موقف من مقاوم مسكين تمطر عليه البروباغاندا الصهيونية الدولية والمحلية وحتى جماعة السذاجة في إعلام المقاومة كل يوم آلاف القصص حول المُسَيّرة التي دخلت إلى القهوة والشباب يشربون النسكافيه!!! او تلك المسيرة التي باركت للعروس على حملِها!!! او أن هناك شبه موصلات في الهوية والباسور ورخصة السوق و... و...
يمكن ببساطة تذكير هذا المقاوم المسكين إنه ليس في نزهة، ولا يعيش رفاهية الحياة الطبيعية لأن مجرد وجوده في هذه الحياة مهدد من قبل استعمار استيطاني بدأ ببيع أراضي الجنوب والبقاع حتى قبل اجتياحها لإقامة مستوطنات تحوله وتحول عائلته إلى مجرد عبيد كما هو حال محمود عباس والقطيع التابع له من الفلسطينيين...
أما أن يصدر هكذا كلام، وهكذا موقف عن أي قيادة في محور المقاومة كما هو الحال بكل أسف مع بعض قيادات في العراق وفلسطين ولبنان وإيران... فهذا قمة إدارة الظهر لموقف الحسين بن علي حين واجه الدعي إبن الدعي يزيد بن معاوية بسبعين من الرجال الذين صدقوا وصادقوا ما عاهدوا الله عليه في مواجهة، تفوق في الأعداد والعدة أكثر بكثير مما نحن عليه اليوم...
لماذا أتى رئيس المخابرات المصري؟
أميركا وإسرائيل تعاملان لبنان وإيران وحماس بتكتيك ذكي يقوم على الدفع بنوع من تراكم التنازلات لكي نصل إلى ما وصلنا اليه اليوم، وفق نظرية مراكمة التنازلات للوصول الى الهزيمة...
في ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ حصلوا على أول تنازل...
ثم، ومع كل زيارة موفد كلب إبن كلب إلى لبنان، كنا ننتقل من تنازل إلى تنازل حتى وصلنا إلى وضع اقرب ما يكون إلى الهزيمة...
تراكم التنازلات الذي وقع فيه محور المقاومة هو الذي أدى إلى الواقع السيء الذي وصلنا اليه...
بعد استنزاف محور المقاومة من قبل أورثاغوس وبرّاك وجعجع والجميل وغيرهم من كلاب يلعبون دور الشرطي السيء؛ يقوم الاميركيون باستمرار نفس النهج ولكن مع المصري الذي عليه ان يلعب دور الشرطي "الجيد!" الذي يريد مصلحة حزب الله وحماس...
حتى لو فرضنا فعلا أن الأعداء يتفوقون علينا بشكل مريع وأنهم قادرون فعلا على تدميرنا فإن الموقف الواجب اتخاذه يكون كما قال أحدهم:
"يستطيع العالم سحقي، لكنه لا يستطيع أخذ توقيعي على الاستسلام"...
لقد أخطأ حزب الله حين راهن طيلة سنتين على تجنيب لبنان الدمار الشامل عبر عدم القيام بحرب تدمير شامل لكيان العدو...
أخطأت حماس حين اكتفت في السابع من أكتوبر بعملية محدودة جدا رغم الآفاق التي نتجت عن السابع من أكتوبر...
دخلت أطراف المحور الحرب كل على حدة كردة فعل بعد أن فقدت المبادرة فأصيبت بما حصل من نكسات؛ بينما دخل المحور الاستعماري كقوة كاملة متكاملة على كل جبهة على حدة حتى ألحق بكل جبهة من الخسائر كما هائلا دون دفع أي أثمان لهذه الخسائر...
ظل المؤمنون يعوّلون على نفاذ صبر الحزب يوما وخروج إنذار للسلطة في لبنان وللميكانيزم أن توقفوا وألا!
البيان الذي خرج لم يكن على هءا المستوى...
لكنه كان الانذار الأول ما قبل الانذار الأخير ليس فقط لإسرائيل ولا لأميركا بل لمل الكلاب في الإقليم وفي داخل لبنان...
طفح الكيل...المقاومة سوف ترد...