ابتكار هولندي قد ينقذ ملايين الأطفال الخدج حول العالم
علوم و تكنولوجيا
ابتكار هولندي قد ينقذ ملايين الأطفال الخدج حول العالم
7 تشرين الثاني 2025 , 15:02 م

يقترب العلماء من تحقيق اختراقٍ طبي غير مسبوق — إنشاء رحمٍ صناعي قادرٍ على دعم حياة الطفل الخَديج (الخُدَّج) خارج جسد الأم.

هذه التقنية الواعدة قد تُنقذ حياة ملايين الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم.

ابتكار من شركة AquaWomb الهولندية

يعمل باحثو الستارت أب الهولندي AquaWomb على تطوير نظام حيوي متكامل يمكنه محاكاة بيئة الرحم البشري، بحيث يُتيح للرضيع الخَديج مواصلة نموّه في وسطٍ آمن يحاكي السائل الأمنيوسي الطبيعي.

يُوصَل الطفل عبر الحبل السُّري إلى مشيمةٍ صناعية تقوم بتزويده بالأكسجين والمواد الغذائية، بينما تُراقَب درجة الحرارة والاهتزازات الدقيقة لتطابق الظروف داخل الرحم.

ويؤكد المطوّرون أن هذا الجهاز لا يُستبدل الحمل الطبيعي، بل يُكمله، مانحا فرصة للحياة للأطفال الذين وُلدوا في مرحلةٍ حرجة من النمو الجنيني.

نتائج واعدة وتجارب أولية

في التجارب التي أُجريت على صغار الحملان، أظهرت النتائج أن الأجنّة تطورت بصورة طبيعية داخل هذا النظام خلال عدة أسابيع.

ويستعد الباحثون الآن للانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر، بإشراف الجهات التنظيمية.

وستُطبَّق التجارب في البداية على الأطفال الخُدَّج الذين وُلدوا عند الحدّ الفاصل بين الحياة والموت.

بين الأمل والأخلاقيات

نشرت صحيفة The Guardian قصة بيت شافر، وهي امرأة فقدت طفلها في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل، إذ لم تكن رئتاه قد نضجتا بما يكفي للتنفس.

ترى شافر أن هذه التقنية قد تُنقذ مستقبلاً آلاف الأمهات من المأساة ذاتها.

لكن العلماء يواجهون أيضا تحدياتٍ أخلاقية وفلسفية:

كيف سيتغيّر مفهوم الولادة والأمومة حين يصبح نموّ الطفل ممكنا خارج الجسد البشري؟

وأين الحدّ بين الرعاية الطبية وخلق شكلٍ جديد من الحياة؟

لهذا السبب، يتجنب الباحثون استخدام مصطلحات مثل «الرحم» في الأوساط العلمية، مفضلين عبارات أكثر حيادا مثل «نظام الدعم ما قبل الولادة».

الرابطة العاطفية في بيئة اصطناعية

يقترح المطوّرون حلّا مبتكرا لتعزيز الصلة بين الوالدين وطفلهم في الرحم الصناعي، ما يسمّى «الهاتف الرحمي»،

وهو جهاز يُمكّن الأبوين من التحدث إلى الطفل وسماعه داخل السائل الذي يُخفّف الأصوات كما في الرحم الطبيعي. بين الأمل والمخاوف

بالنسبة لكثير من الأسر التي فقدت أطفالها الخُدَّج، يبدو هذا المشروع بمثابة فرصة جديدة للحياة،

لكن آخرين يُحذّرون من أن قدرة الإنسان على استنساخ تجربة الحمل خارج الجسد تطرح تساؤلاتٍ عميقة حول حدود العلم ومسؤولية استخدامه.