أعلن فريق من علماء الأحياء الأمريكيين عن تطوير طريقة مبتكرة لتسريع عملية إنتاج النباتات المعدلة وراثيا (GMO)، مما يقلّص المدة اللازمة لنموها من عدة أشهر إلى بضعة أسابيع فقط.
ونُشرت نتائج البحث في دورية Molecular Plant، ووصِفَت بأنها إحدى أكثر التطورات ثورية في مجال البيوتكنولوجيا النباتية خلال السنوات الأخيرة.
التقنية تعتمد على قدرة النباتات الطبيعية على التجدد
يرتكز الابتكار الجديد على القدرة الطبيعية للنباتات على إعادة النمو بعد الجرح أو التقليم.
استخدم الباحثون بكتيريا معدلة تحمل تعليمات تحفّز عملية الشفاء وإعادة التكوين.
وعند حقنها في موضع القطع، يبدأ النبات بتوليد براعم جديدة بسرعة استثنائية، ويكون العديد منها محتوياً على جينات جديدة منقولة من كائنات أخرى.
العنصر الرئيسي في العملية هو بكتيريا Agrobacterium، المعروفة بقدرتها على إدخال أجزاء من مادتها الوراثية إلى خلايا النبات بشكل طبيعي وهي نفس الآلية التي تُستخدم منذ عقود في إنتاج الكائنات المعدلة وراثيا.
نتائج واعدة على التبغ والطماطم
بدأ الفريق تجاربه على نبات التبغ لسهولة تكاثره في المختبرات، وتمكن من إنتاج براعم معدلة وراثيا في 35٪ من الحالات.
بعدها اختُبرت التقنية على الطماطم، وهي أكثر تعقيدا من حيث النمو، ونجح الباحثون في الحصول على نتائج إيجابية في 21٪ من العينات.
الأهم أن الطريقة أثبتت فعاليتها مع أنواع نادرة وصعبة التجدد مثل فول الصويا، إذ تمكّن العلماء من الحصول على نباتات جديدة في 3.5 أسابيع فقط مقارنة بـ 3 إلى 4 أشهر باستخدام الطرق التقليدية.
مستقبل أسرع لتطوير المحاصيل الزراعية
يُتوقع أن تُحدث هذه التقنية نقلة نوعية في تربية وتحسين المحاصيل الزراعية، حيث ستُتيح للعلماء اختبار الجينات المفيدة ومقاومة الأمراض والمناخ بسرعة غير مسبوقة.
هذا الإنجاز يمثل خطوة مهمة نحو تسريع تطوير سلالات نباتية أكثر إنتاجية وأقل استهلاكا للموارد، مما يجعلها أداة رئيسية في مواجهة التغير المناخي والأمن الغذائي العالمي.