أمريكا صادرت سيادة لبنان ومنحتها لإسرائيل، التي إستباحت كل لبنان؛ والسلطة لم تتحرك قيد أنملة…؟
مقالات
أمريكا صادرت سيادة لبنان ومنحتها لإسرائيل، التي إستباحت كل لبنان؛ والسلطة لم تتحرك قيد أنملة…؟
عدنان علامه
11 تشرين الثاني 2025 , 14:51 م


عدنان علامه - عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

للأسف هذا العنوان ليس لتحقيق سبق، أو النيل من السلطة التي وثقت بأمريكا كل الثقة، وأعتقدت خطأً بأنها وسيط نزيه. ولم تأخذ العبرة، وتفيق من غفوتها بالرغم من كل التحذيرات.

وأمس كشفت إسرائيل بنفسها السر الدفين منذ 348 يومًا وأعلن موقع مجلة إيبوك العبري حرفيًا: "إسرائيل ستسعى للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة تضمن لها حرية التصرف في الشؤون الأمنية في غزة ، على غرار الآلية الحالية المتعلقة بوقف إطلاق النار في لبنان."

لا يوجد عبارة أوضح من هذه، تعترف فيها إسرائيل، َأنَّ جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي إرتكبتها قواتها في لبنان، َكان بفضل أمر أمريكي لإستباحة كل لبنان أرضَا وشعبًا؛ بالرغم من أن القرار رقم 1701 ينص على التالي :

ما الأحكام الرئيسية للقرار؟

تتضمن العناصر الرئيسية للقرار الذي يتألف من 19 فقرة دعوة مجلس الأمن إلى وقف كامل للأعمال العدائية على أساس وقف حزب الله الفوري لجميع الهجمات ووقف إسرائيل لجميع العمليات العسكرية الهجومية.

وقد دعا القرار إسرائيل ولبنان إلى دعم وقف إطلاق نار دائم وحل طويل الأجل يقوم على المبادئ والعناصر التالية:

الاحترام التام للخط الأزرق من جانب كلا الطرفين.

فإسرائيل لم تلتزم يومًا واحدًا بهذا القرار منذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024؛فنتنياهو وأدرعي ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لا زالا يرددان بعد كل عدوان :"الجيش الإسرائيلي يواصل العمل على إزالة أي تهديدات لإسرائيل، وفقًا للتفاهمات مع لبنان"، مؤكدًا على التزام الجيش بالحفاظ على هذه التفاهمات.

وقد طَلبتُ من الحكومة أكثر من مرة الرد على هذه المزاعم بقولي: "فعلى الحكومة وفي ضوء تهديدات برًاك وجرائم حرب العدو نفي هذه المزاعم فورًا أو تأكيدها".

ولكن كان موقف الحكومة كبيتي الشعر:

لقد أسمعت لو ناديت حيـا

ولكن لا حياة لمـن تنـادي

ولو نارٌ نفخت بها أضاءت

ولكن أنت تنفخ في الرماد".

وبالرغم من أن الناطق بإسم اليونيفيل، تيلاك بوخاريل، قال الأسبوع الماضي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه :"منذ تفاهم وقف الأعمال العدائية في نوفمبر العام الماضي، سجلت اليونيفيل ما يقارب 7000 انتهاك جوي وأكثر من 2400 نشاط شمال الخط الأزرق" الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل"؛ فإن السلطة الرئاسية والسلطة الحكومية يندفعان بسرعة غير متوقعة للإلتحاق بقطار التطبيع تحت ستار التفاوض.

ولا بد من التذكير لمن خانته الذاكرة، بأن ترامب وعد وتعهد بالإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بتاريخ 28 شباط؛ وبدلًا من ذلك، تم تثبيت خمس مواقع إستراتيجية للعدو ونكر تعهده.

وآخر الترتيبات تحت الطاولة وفوقها؛

براك يزعم أنه سمع وعوداً من مسؤولين لبنانيين، بإستعدادهم للدخول في مفاوضات مع إسرائيل. وعندما أطلعهم عن مقاربة الولايات المتحدة التي تفكّر في توسيع مشروع الانضمام إلى "الاتفاقيات الإبراهيمية" على أن تشمل لبنان بالتوازي مع دخول سوريا المسار، "لم يعترضوا"، بل إعتبر بعضهم أنه المقترح "يمكن النظر فيه".

وتنطلق الأفكار الأميركية – الإسرائيلية من أن المسار سيبدأ عبر تثبيت ما يسمّى "ترتيبات أمنية"، وهي اتفاقات ذات طابع أمني تخطط إسرائيل لإبرامها بالقوة مع سوريا لبنان وقطاع غزة حيث تحتل أجزاء واسعة من أراضيها، ليُمهَّد بعدها الطريق لأي اتفاق أوسع؛ وهذا يفسر وجود أبو محمد الجولاني في أمريكا.

آمل الإنتباه الشديد لهذه الفقرة :

نشرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل والذي تضمن التزام "حزب الله" وجميع المجموعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية بعدم تنفيذ أي عمليات هجومية ضد إسرائيل، التي ستلتزم بالمقابل بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان سواء على الأرض أو في الجو أو البحر.

وأشار نص الاتفاق الذي يتكون من 6 صفحات و13 فقرة،

إلى أن "الولايات المتحدة وفرنسا تدركان أن لبنان وإسرائيل يسعيان إلى إنهاء التصعيد الحالي للأعمال العدائية عبر الخط الأزرق بشكل مستدام، وأن كلا منهما مستعد لاتخاذ خطوات لتهيئة الظروف التي تفضي إلى حل دائم وشامل".

إن هذا النص يؤكد بأن من أجرى التفاوض مع إسرائيل هي أمريكا وفرنسا بالنيابة عن السلطة المتمثلة بالرئيس ميقاتى كرئيس حكومة تصريف أعَمال؛ وإن كافة البنود الواردة في الإعلان عن وقف إطلاق النار بموجب القرار 1701 ، ليس لديها أية قيمة قانونية ؛ لأنَّ أحدًا لم يوقع على الإعلان.

فلا إجتهاد أو إضافة على القرار 1701 والذي يمثل إنهاء العدوان على لبنان وإعطاء ضمان للعدو بعدم وجود أي نشاط للمقاوَمة جنوب نهر الليطاني، وقد تحقق ذلك.

فالقرار يمثل الضمانة للبنان والعدو الصهيوني ولا حاجة لعقد أية مفاوضات جديدة.

فعلى أمريكا إلزام إسرائيل بالإنسحاب فورًا إلى َما وراء الخط الأزرق، والإلتزام بإنهاء الأعمال العدائية، والإفراج عن الَمختطفين، وعدم التعرض لأهالي القرى الحدودية عند عودتهم إلى قراهم.

وهنا لا بد من توضيح الظلم الذي لحق ويلحق بالَمقاومة؛ ولا بد من الإشارة إلى أنَّ أسرائيل هي من طلبت من أمريكا النجدة لإنقاذها في الأعوام,2006,1996، و2024 وكانت المفاوضات عامي 2006,1996 َمع الَمقاومة وأستطاعت الَمقاومة حماية السيادة اللبنانية طي 29 عامًا وكانت القرى الأمامية عامرة ومزدهرة تجاريًا وتعيش الأمن والأمان.

ولا بد من التذكير َ بالجملة الشهيرة التي كان يستخدمها الرئيس اللبناني الجنرال ميشال عون للتأكيد على سيادة لبنان ووحدة أراضيه : "لبنان أكبر من أن يُبتلع وأصغر من أن يُقسَم".

فعلى من "طلَّع الحمار عالميدنة أن ينزله فورًا".

وإنَّ غدًا لناظره قريب

11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025