نجح فريق من الباحثين الأمريكيين بقيادة البروفيسور راغا آيرانا (Raag Airan) من جامعة ستانفورد في تطوير جهاز علاجي يستخدم الموجات فوق الصوتية لتنظيف أنسجة الدماغ المتضررة من تراكمات المواد السامة التي تظهر بعد الإصابة بالسكتة الدماغية.
وتم نشر نتائج البحث في مجلة Nature Biotechnology المرموقة، بعد أن أثبتت التجارب على الفئران فعالية التقنية في تقليل التلف الدماغي وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة.
كيف يعمل العلاج الجديد؟
يعتمد الجهاز على تحفيز أنسجة الدماغ بأشعة فوق صوتية مركزة وضعيفة في الوقت نفسه، ما يؤدي إلى تنشيط نظام تصريف السائل الدماغي الشوكي المسؤول عن إزالة "نفايات" البروتينات والخلايا التالفة.
وتسمح هذه العملية بزيادة سرعة دوران السائل الدماغي وتنظيف البيئة العصبية من الجزيئات المسببة للالتهاب وموت الخلايا العصبية.
ويشرح الباحثون: «لقد طورنا بروتوكولا يمكن من خلاله استخدام الموجات فوق الصوتية لتنقية السائل الدماغي الشوكي والفضاء بين الخلايا من المواد الضارة. وقد أظهرت التجارب على نموذجين من السكتة الدماغية أن هذه التقنية حسّنت بشكل كبير فرص النجاة والتعافي العصبي للفئران».
تجارب ناجحة على نموذجين للسكتة الدماغية
خلال التجارب، تم تطبيق الموجات فوق الصوتية على مجموعتين من الفئران تعرضتا لنوعين من السكتات الدماغية (النزفية والإقفارية).
وأظهرت النتائج أن التحفيز فوق الصوتي أدى إلى:
انخفاض حجم النزيف الدماغي خلال الأسبوع الأول.
انخفاض الالتهابات العصبية بشكل ملحوظ.
إزالة فعالة لخلايا الدم التالفة والأنسجة المصابة.
زيادة نشاط الأوعية اللمفاوية التي تنقل السائل الدماغي الشوكي وتساعد في تصريف السموم.
وبناءً على ذلك، سجل الباحثون معدلات بقاء تراوحت بين 80 و85% بين الفئران التي تلقت العلاج، مقارنة بـ 50% فقط في المجموعة غير المعالجة، كما أظهرت الفئران المعالجة تحسنا ملحوظا في الذاكرة والتحكم الحركي.
بديل آمن للجراحة التقليدية
عادةً ما تُستخدم الإجراءات الجراحية المعقدة لإزالة النزيف أو السموم من الدماغ، لكنها تحمل مخاطر عالية ولا تُطبق إلا في الحالات القصوى داخل المستشفيات الكبرى.
أما التقنية الجديدة فهي غير جراحية بالكامل وتُجرى دون تدخل مباشر في أنسجة الدماغ، ما يجعلها خيارا واعدا لتوسيع نطاق العلاج وتحسين فرص التعافي لعدد أكبر من المرضى.
أمل جديد لمرضى السكتة الدماغية حول العالم
وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية (WHO)، يُصاب نحو 15 مليون شخص سنويا بالسكتة الدماغية، يموت منهم 5 ملايين، ويُصاب 5 ملايين آخرون بإعاقات دائمة.
ويرى الباحثون أن التحفيز بالموجات فوق الصوتية يمكن أن يقلل بشكل كبير من هذه الأرقام، خاصةً إذا جرى دمجه مع برامج إعادة التأهيل العصبي التي تساعد الدماغ على إعادة بناء الشبكات العصبية المفقودة بعد الإصابة.