لغة الجسد أثناء الحديث تشكل العادات الثقافية والعرقية
دراسات و أبحاث
لغة الجسد أثناء الحديث تشكل العادات الثقافية والعرقية
16 تشرين الثاني 2025 , 12:20 م

أوضح علماء من جامعة ديوك أن الإيماءات اليدوية أثناء الحديث لا تقتصر على مجرد عادة شخصية، بل هي انعكاس للهوية الثقافية والتصور الذاتي للفرد. فعندما نتحدث، فإن حركات اليد تصبح جزءاً من الحوار، ويختلف مدى طبيعية هذه الحركات بحسب الخلفية الثقافية للشخص.

بالنسبة للبعض، من الطبيعي جداً مرافقة الكلام بحركات اليد، بينما قد يعتبرها آخرون مبالغة أو غير ضرورية.

تأثير الثقافة والعرق على لغة الجسد

قام الباحثون بدراسة طريقة الإيماء لدى الأمريكيين وكيفية إدراك الآخرين لهذه الحركات. أظهرت النتائج أن ما يبدو طبيعياً لشخص ما قد يُنظر إليه على أنه مبالغ فيه أو متحفظ للغاية من قبل شخص آخر.

في أحد التجارب، شاهد المشاركون مقاطع فيديو لممثلين من أصول أفريقية وهم يتحدثون بمستويات مختلفة من التعبير اليدوي. رأى المشاركون السود أن الحركات النشطة طبيعية ومقنعة، بينما فضّل المشاركون البيض الأسلوب الأكثر هدوءاً، وعندما تطابقت طريقة المتحدث مع توقعات ثقافة جمهوره، بدا أكثر كفاءة وجاذبية في الحوار.

التكيف مع أسلوب المحاور

للتأكد من تغير أسلوب الإيماء حسب المتحدث، حلل الباحثون حلقات من برنامج ترافيس سمايلي، ووجدوا أن المضيف كان gesticulates بشكل أكثر نشاطاً مع الضيوف من أصول أفريقية مقارنةً بالضيوف البيض، كأنه يتكيف مع إيقاع التواصل الخاص بهم.

وفي التجارب المخبرية، استخدم المشاركون السود حركات واسعة ومعبرة، بينما كان المشاركون البيض أكثر تحفظاً. أما الأفراد من أصول مختلطة، فاعتمدت كثافة الإيماء لديهم على الجانب الثقافي الذي كان سائداً في اللحظة.

الإيماءات كجزء من الشفرة الثقافية

تؤكد هذه النتائج أن الإيماءات اليدوية ليست مجرد سمة شخصية، بل جزء من الشفرة الثقافية التي تحدد كيفية تفسير الآخرين لسلوكنا. هذه الاختلافات في التواصل غير اللفظي يمكن أن تؤثر على الفهم المتبادل بين مجموعات ثقافية مختلفة، لكن الوعي بها يساعد على تحسين الاتصال والتفاهم، حتى عندما "يتحدث" جسدنا بلغة خاصة به.

المصدر: Наука Mail