توقيت التواصل البصري يكشف أسرار الفهم الاجتماعي
منوعات
توقيت التواصل البصري يكشف أسرار الفهم الاجتماعي
16 تموز 2025 , 13:15 م

كشفت دراسة جديدة لأول مرة أن توقيت التواصل البصري ، وليس فقط حدوثه، يلعب دوراً حاسماً في كيفية فهمنا واستجابتنا للآخرين، بما في ذلك الروبوتات.

وقد نُشرت الدراسة بعنوان: "السياق الزمني للتواصل البصري يؤثر على إدراك النية التواصلية" في مجلة Royal Society Open Science، وقادها الدكتور ناثان كاروانا، عالم الأعصاب المعرفية من مختبر HAVIC في جامعة فليندرز الأسترالية.

تسلسل نظرات يفتح باب الفهم العميق

طلب الباحثون من 137 مشاركاً تنفيذ مهمة لبناء المكعبات مع شريك افتراضي، ولاحظوا أن الطريقة الأكثر فعالية للإشارة إلى طلب ما كانت من خلال تسلسل بصري معين: النظر إلى الشيء، ثم التواصل البصري، ثم العودة للنظر إلى نفس الشيء، هذا التتابع جعل المشاركين يفسرون السلوك على أنه طلب للمساعدة.

يقول الدكتور كاروانا من كلية التربية وعلم النفس والعمل الاجتماعي: "وجدنا أن السياق الزمني لحركات العين، وليس فقط عدد المرات أو الترتيب، هو ما يجعل هذا السلوك يبدو تواصلياً وذا مغزى".

البشر والروبوتات يتلقون النظرات بنفس الطريقة

ومن المثير للاهتمام أن الاستجابة كانت متشابهة سواء صدرت هذه النظرات من إنسان أو من روبوت.

ويوضح الدكتور كاروانا أن هذه النتائج تسهم في فهم أحد أكثر سلوكياتنا غريزية، ما يمكن أن يعزز تواصلنا ليس فقط مع الآخرين، بل أيضاً مع الآلات والروبوتات التي تتفاعل معنا في بيئات العمل والتعليم والمنزل.

آفاق تكنولوجية واجتماعية جديدة

يؤكد الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن تُستخدم مباشرة في تطوير روبوتات اجتماعية ومساعدين افتراضيين أكثر فهماً وتجاوباً، مع آثار واسعة تتعدى التكنولوجيا.

"فهم كيفية عمل التواصل البصري يمكن أن يحسّن التدريب على التواصل غير اللفظي في البيئات عالية الضغط مثل الرياضة والدفاع، وأماكن العمل الصاخبة"، يضيف كاروانا.

وقد يكون هذا البحث مفيداً بشكل خاص للأشخاص الذين يعتمدون بشدة على الإشارات البصرية مثل الصم .

دراسات مستقبلية لتوسيع الفهم

يعمل الفريق حالياً على توسيع البحث لدراسة عوامل أخرى تؤثر على تفسير النظرات، مثل مدة التواصل البصري، تكرار النظرات، والاعتقادات حول هوية الكائن المتفاعل (إنسان، ذكاء صناعي، أو نظام محوسب).

وتجري مختبرات HAVIC عدة دراسات تطبيقية في الوقت الراهن لفهم كيفية إدراك البشر وتفاعلهم مع الروبوتات الاجتماعية في مجالات متعددة مثل التعليم والتصنيع. "هذه الإشارات الدقيقة تشكل الأساس للتواصل الإنساني"، يختم الدكتور كاروانا.

"ومن خلال فهمها بشكل أفضل، يمكننا تطوير تقنيات وتدريبات تساعد على تعزيز الاتصال البشري بثقة ووضوح".