غالباً ما يبقى الوجه مكشوفاً في الشتاء، ورغم ذلك فإنه يبرد بدرجة أقل مقارنة بالأطراف أو بقية أجزاء الجسم. تشرح الدكتورة تمارا كوزيريفا، كبيرة الباحثين في معهد علوم الأعصاب والطب، الأسباب العلمية وراء مقاومة الوجه للبرد، وفق ما نقله موقع «Наука в Сибири».
مستقبلات الحرارة ودورها في تخفيف الإحساس بالبرد
توضح كوزيريفا أن السبب الأول يعود إلى الترموريسبتورات، وهي نهايات عصبية حساسة للحرارة توجد قرب سطح الجلد، وتحمل قنوات أيونية تتفاعل مع التغيرات الحرارية.
عندما يتعرض الجلد للبرودة، تتغير نفاذية هذه القنوات، ما يؤدي إلى إرسال إشارة للدماغ تُترجم إلى إحساس بالبرد.
لكن توزيع هذه المستقبلات ليس موحداً في كل أجزاء الجسم، فالمناطق الأكثر تعرضاً للبرد مثل الوجه تحتوي على عدد أقل من مستقبلات البرد، وبالتالي تكون حساسيتها للبرودة أقل بكثير.
آلية تنظيم تدفق الدم تحمي الوجه من التجمد
عند التعرض للبرد، ينشط الجسم آليات فسيولوجية تمنع حدوث الصقيع، وأهمها توسّع الأوعية الدموية الجلدية (التمدد الوعائي) في الوجه واليدين، مما يؤدي إلى زيادة تدفّق الدم الدافئ إلى السطح، ويظهر ذلك في شكل احمرار الوجه في البرد.
الدم القادم من الأجزاء الداخلية للجسم يكون أدفأ، مما يساعد في تدفئة بشرة الوجه. ويظهر هذا التأثير أيضاً لدى الصيادين أو العاملين في المياه الباردة، حيث تصبح أيديهم حمراء للسبب نفسه.
التنفس: مدفأة طبيعية للوجه
من عوامل تدفئة الوجه أيضاً الهواء الدافئ الخارج مع الزفير، والذي يسهم في رفع حرارته نسبياً، خاصة في منطقة الأنف والفم.
حدود آليات الحماية
تشدد كوزيريفا على أن هذه الآليات ليست مطلقة، ففي درجات الحرارة شديدة الانخفاض قد تعجز آليات الحماية عن العمل بكفاءة، مما يؤدي إلى خطر الإصابة بقضمة الصقيع. لذلك من الضروري مراقبة حالة البشرة وحمايتها من البرد القارس.