حسب التحقيق الذي نشرته هآرتس، فإن المؤثر الفلسطيني معتز عزايزة هو عضو في جمعية "المجد أوروبا"، ويمارس مهام ميدانية ودعائية، لترغيب وتسهيل تهجير الفلسطينيين بواسطة الجمعية إلى خارج قطاع غزة.
بحسب التحقيق في فضيحة جمعية مجد أوروبا المتورطة في تهجير اهل غزة، فإن العميل #معتز_عزايزة هو عضو في الجمعية، ويمارس مهام ميدانية ودعائية، لترغيب وتسهيل سفر الفلسطينيين بواسطة الجمعية إلى خارج قطاع غزة.
الجمعية يقودها تومر يانار ليند وهو إسرائيلي يحمل الجنسية الإستونية ويعمل بشكل مباشر مع مكتب المنسق ودائرة الهجرة الطوعية لتسهيل مخطط التهجير الطوعي وتحت غطاء جمعية إنسانية تقدم مساعدات.
تم كشف أمر الجمعية بعد هبوط طائرة تقل غزيين دون وثائق في جنوب أفريقيا التي فتحت تحقيق فوري بالحادث
ويُشير موقع "المجد" الإلكتروني إلى أن الجمعية تأسست عام 2010 في ألمانيا، ولها مكاتب في حيّ الشيخ جراح بالقدس المحتلة، إلا أن تحقيق "هآرتس" أظهر أنه ما مِن جمعية مسجّلة بهذا الاسم في ألمانيا، ولا في القدس، وأن موقعها الإلكتروني لم يُنشأ إلا في شباط/ فبراير من هذا العام. كما أنّ روابط صفحات التواصل الاجتماعي في الموقع، لا تؤدّي إلى أيّة صفحات. وبالإضافة إلى ذلك، تتفاخر الجمعية عبر الموقع بمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا الذي وقع عام 2023، ومساعدة اللاجئين السوريين، لكنها لا تقدّم أيّ دليل يثبت ذلك.
أرقام وعناوين وروابط مغلوطة
ولا يحتوي موقع الجمعية الإلكتروني على أيّة معلومات تعريفية عن مديريها، لكن نسخة قديمة منه تكشف عن شعار شركة مسجَّلة في إستونيا، تُدعى "تالنت غلوبس".
وتُفصّل صفحة عبر الموقع الإلكتروني "شروط الهجرة الطوعية من قطاع غزة"، وتُشير صراحةً إلى أن شركة "تالنت غلوبس" هي الجهة المُنظّمة للمجموعات. وفيما يشير الموقع إلى أن الشركة، تُقدّم ظاهريًا خدمات استشارية وتوظيفًا، إلا أنه "يعرض صورًا عامة جُمعت من الإنترنت، ورقم هاتف غير صحيح، وعناوين في إستونيا ولندن وقطر".
ويُظهر بحث في سجّل الشركات الإستونيّ أن شركة "تالنت غلوبس"، كانت قد تأسست قبل عام من قِبل تومِر جانار ليند. ووفقًا لسجلّ الشركات في إنجلترا، أسّس ليند أربع شركات في البلاد خلال العقد الماضي؛ ثلاث منها لم تعد نشطة. ووفقًا لوثائق الشركة، وُلد ليند عام 1989 ويحمل الجنسيتين الإسرائيلية والإستونية، بحسب "هآرتس".
ويقول ليند عبر صفحته في "لينكد إن"، إنه يُساعد سكان غزة، وقد أسّس مؤخرًا شركة استشارية جديدة، يُفترض أنها في دبي، إلا أن رقم الهاتف المعروض عبر موقعها الإلكتروني غير صحيح أيضًا، ويؤدي إلى شركة أخرى في دبي.
وذكرت "هآرتس" أنه لم ينكر في اتصال معها، عبر رقم هاتفه في لندن، تورّطه في تنظيم تهجيير الغزيين، لكنه رفض تحديد الجهة التي تقف وراءها. وقال بشأن ذلك: "لا أرغب في التعليق في هذه المرحلة، ربما لاحقًا".
كيف تعمل الجمعية؟
وخلال الأشهر الأخيرة، انتشر عنوان موقع "المجد" الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي في غزة، ويدعو الموقع الفلسطينيين الراغبين في مغادرة القطاع إلى ملء بياناتهم، وقد قدّم الكثيرون منهم بالفعل طلبات مغادرة.
وبعد الحصول على الموافقة المبدئيّة، يتلقّى كل مرشح للمغادرة تعليمات بتحويل مبلغ مالي إلى الجمعيّة، يتراوح بين ألف و500 وألفين و700 دولار، ليُضاف المرشّح للسفر بعد ذلك إلى مجموعة "واتساب"، حيث تُرسل إليه التحديثات قبل بدء الهجرة.
ويتم التواصل بين الجمعية والغزيين عبر رسائل "واتساب" فقط، من رقم هاتف محمول يبدو أنه إسرائيليّ، وفق التقرير.
وغادرت المجموعة الأولى من الأهالي في غزة، وقوامها 57 غزّيًا، القطاع في 27 أيّار/ مايو. وفي الليلة التي سبقت مغادرتهم، تلقى عشرات الأهالي رسالة "واتساب" بعنوان دقيق في القطاع، حيث عليهم التوجّه، ومن هناك، اتجهوا بحافلة إلى معبر "كرم أبو سالم".
وغادرت الحافلة بعد تفتيش إسرائيليّ إلى مطار "رامون"، حيث استقلّ الغزيّون طائرة مستأجرَة من شركة "فلاي ليلي" الرومانية، وقد حلّقت الطائرة إلى بودابست، ومن هناك واصل الركاب رحلتهم إلى إندونيسيا وماليزيا.
أما المجموعة الثانية، وقوامها 150 شخصا، فقد غادرت القطاع في السابع والعشري من تشرين الأول/ أكتوبر، بعملية مماثلة للمرّة الأولى، إذ غادرت ثلاث حافلات وسط القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وانطلقوا على متن طائرة مستأجرَة من شركة "فلاي يو" الرومانية إلى العاصمة الكينية نيروبي.وفي نيروبي، نُقل الأهالي إلى طائرة مستأجرة من شركة "ليفت"، التي نقلتهم إلى جوهانسبورغ. وخلافًا لما حدث في رحلة الأسبوع الماضي، سُمح للغزيين بدخول البلاد من دون أيّة مشاكل.
وتُشغّل شركة "فلاي يو" الرومانية، التي نقلت سكان غزة من ميناء رامون إلى كينيا، رحلات طيران مستأجرة يومية من مطار بن غوريون إلى وجهات في أوروبا.
وأكد مالك شركة الطيران، زيف مايبرغ، التفاصيل لـ"هآرتس"، غير أنه ادعى أن شركة "فلاي يو" لا تتعامل مع أي جهة، مضيفا أن وكيل سفر إسرائيلي تعمل معه الشركة، قد حجز الرحلتين.
ورفض مايبرغ تحديد هوية الوكيل، لكنه قال إنه حصل على جميع التصاريح اللازمة من السلطات الكينية لنقل الغزيين إلى هناك.
وقالت شركة "غلوبال إيروايز"، وهي الشركة الأمّ لشركة "ليفت"، التي نقلت الغزيين من كينيا إلى جنوب إفريقيا، ردًا على ذلك، إنّ "وكيل سفر خارجيّ قد حجز الرحلتين من نيروبي إلى جوهانسبورغ. وادعى الوكيل أن الركاب يعتزمون زيارة جنوب إفريقيا لمدة تصل إلى 90 يومًا، وبالتالي لن يحتاجوا إلى تأشيرة دخول. أُرسلت قائمة الركاب إلى السلطات قبل 24 ساعة، ولم تُثر أي شكوك".
وزعمت الشركة أنها لم تتعاون قطّ مع جمعية "المجد".