خاف السيد على بيروت والوحدة الوطنية... فسقط لبنان
مقالات
خاف السيد على بيروت والوحدة الوطنية... فسقط لبنان
حليم خاتون
22 تشرين الثاني 2025 , 19:05 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

فقط الأغبياء لا يرون اننا كنا في لبنان تحت احتلال أميركي جزئي قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ونحن نسير بخطى حثيثة نحو احتلال أميركي كامل وإن تخفى خلف نواف سلام وحكومة فيشي اللبنانية وأحزاب التحالف مع العدو الإسرائيلي خلال الحرب الاهلية التي شاركت في حصار بيروت وفي اجتياح ٨٢...

الرفيق ناصر قنديل أضفى على نواف سلام صفة الوطنية تماما كما فعل الأستاذ نبيه بري قبل عقدين من الزمن حين حاول دون جدوى إلصاق صفة الوطنية بفؤاد السنيورة...

فؤاد السنيورة رفض إجراء فحص دم يومها لإثبات وطنيته...

كل طرف فسّر هذا الرفض على مزاجه؛ لكن الحقيقة الدامغة هي ان السنيورة لا يستطيع الخضوع لهكذا فحص لأنه بكل بساطة: بلا دم...

ما ينطبق على فؤاد السنيورة ينطبق على كل طباخي اتفاقية ١٧ أيار...

نواف سلام هو أحد هؤلاء الطباخين..

كيف استطاع الرفيق ناصر قنديل التعزية بالرفيق المناضل زاهر الخطيب وكيل المديح الوطني المّستَحَق له بكل جدارة، ووصف احد مهندسي ١٧ أيار بالوطنية في نفس المقابلة!!!؟

لو يتوقف كل المحللين الوطنيين والرفاق المناضلين عن كيل المديح لمن لا يستحق أحيانا، ووصف عملاء العدو وأذنابه بالشركاء في الوطن أحيانا أخرى... لكنا بألف خير...

المؤسف أن معظم هؤلاء تابع مسيرة زياد الرحباني التي انتقدت هذه العقلية القروية الساذجة المقيتة وضحكوا من النكات عليها التي صبغت معظم مسيرة هذا الفنان العظيم؛ لكن دون التخلي عنها...

المؤسف أن معظم الإعلام المقاوم تبريري "كيف ما كان" على طريقة القائد على حق، صائبا كان أم غير صائب...

بالمناسبة، وعلى سيرة الإعلام المقاوم، فليسمح لنا الأستاذ خليل نصرالله الذي نتابع دائما، إذا رددنا بعض ما يقوله لدعم وجهة نظرنا لأن هذا ليس عيبا، فحضرة الأستاذ خليل له علاقات قد تعطيه معطيات ومعلومات محرمة على الذين لا يوفرون النقد حتى للمقاومة حين تخطئ، إلى درجة أن أحدهم عاب علينا نزع العصمة عن قادة هذه المقاومة؛ لذلك نحن مضطرون لسماع كل من عنده ولو شيء من المنطق التحليلي دون أن يشمل هذا طبعا أولاد الكلب من عملاء أميركا وإسرائيل في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء أيضا، فهؤلاء المرتزقة ليسوا قلة في بلد السمسرات والصفقات ومناداة كل من ينام مع أمه، "عمّي" العمى بقلبهن، مش كافي بلا شرف، ولا كرامة، ولا ضمير، ... حتى بلا عقل"...

الكل يعرف ان حزب الله تعرض إلى حرب كونية فاقت كل ما حصل حتى لإسقاط الدولة السورية؛ لكن هذا يجب أن لا يجعلنا نقبل ما لم نقبله من عبد الناصر بعد هزيمة ٦٧...

عبد الناصر نفسه تعرض لمؤامرة دولية وحرب شارك فيها الاميركيون والبريطانيون والألمان حسبما بات معلنا من معطيات؛ كما تعرض للخداع من السوفيات تماما كما تعرض حزب الله وإيران لخداع روسيا وتركيا...

يومها لم نقبل تبرير النظام الناصري رغم انه قام بحرب استنزاف جليلة بعد هزيمة ٦٧؛ فكيف نقبل التبرير لإيران وحزب الله ونحن الآن من يتعرض لحرب الاستنزاف بدل أن نكون من يشنها؛ كل ذلك بفضل الغباء الذي تحكم بالكثير من القرارات خلال الحرب ومع توقف هذه الحرب...

كيف أمكن القبول بانسحاب المقاومة الفوري الشامل من جنوب الليطاني وتسليم عشرة آلاف مقظوف لجيش أورثاغوس بينها ألفا صاروخ كورنيت كانت كافية لتدمير جيوش جرارة بحالها، والموافقة على مهلة ٦٠ يوما لكي تنسحب إسرائيل ثم الخروج برايات نصر غير مفهوم وتخوين كل من ينتقد هذه الخطيئة الفظيعة!!!؟...

وحتى اليوم يحق لنا سؤال حزب الله، وسؤال إيران:

إلى متى الصمت على استشهاد كل هؤلاء الشباب والعائلات؟

إلى متى يمكن تحمل شارل جبور ويوسف خوري وطوني بولس وغيرهم من عملاء أميركا وإسرائيل؟

إلى متى علينا رؤية أبواق المقاومة تحاول إحراج نواف سلام أو يوسف رجّي وهما مع أمثالهم جزء أساسي من مشروع إسقاط المنطقة في يد الاميركيين والصهاينة؟...

إلى متى علينا تحمل المُسيّرات فوق رؤوسنا واستمرار تدفق السلاح على الكيان الصهيوني، وهبوط شحنات السلاح للفتنة الداخلية في كل مرافق السلطة اللبنانية، ثم الطلب إلينا التمتع بالصبر الاستراتيجي الذي لم يؤد في السابق إلا إلى كل هذا الذل الذي نعاني منه اليوم...

حتى البروفيسور مارشايمر وهو أحد أهم أساتذة العلوم السياسية والاقتصادية في اميركا والعالم يقول بالحرف الواحد ما معناه إن حزب الله وإيران يملكان قوة ردع هائلة إذا قررا الرد على كل هذا بشن حرب فعلية تطال المصالح الاقتصادية الغربية وكل القواعد والمناطق على امتداد فلسطين التاريخية وبلدان التطبيع العربي بحيث ترى أميركا بأم العين اننا لا ننبح فقط بل نعض أيضا...

آسف للتعبير... لكن ما نفعله حتى اليوم، خاصة في إيران، هو النباح فقط دون عض!!..

ترامب جرّب مع أنصار الله فتلقى ما يجب وجلس على جنب بعد أن "سكر بوزه"...

بينما اكتفت إيران بتوجيه شبه صفعة صغيرة جدا جدا لأميركا رغم قيام ترامب بتدمير اهم منشآتها النووية...

أما صمت إيران على الهجوم الكوني ضد حزب الله بعد تهديدات كبيرة في حال تعرض لبنان للاعتداء، فقد تبين فيما بعد إنها فارغة رغم القوة الصاروخية التي أثبتت أن إيران حين تريد، تستطيع تركيع الكيان...

أما بعض التبرير من أن الكيان هدد باستعمال النووي إذا لم توافق إيران على وقف النار بعد حرب ال ١٢ يوما؛ فهذا مردود على أصحابه من أبواق المقاومة، وعلى إيران نفسها التي لا تزال تصر رغم كل ما حصل، على التزام فتوى نووية فات عليها الزمن...

هذه أسئلة ليس فقط لقيادة حزب الله والقيادة الإيرانية...

هذه أسئلة لكل الابواق التبريرية في الإعلام المقاوم...

كفى...

ليس المهم رفع شعار السيد حول اننا ننتصر حين ننتصر، وننتصر حين نُستشهد؛ المهم أن لا نقبل باستمرار قتلنا دون أن تدفع أميركا والغرب واسرائيل وكلاب النظام الرسمي العربي الثمن الواجب دفعه...

هؤلاء كلهم، بيوتهم من زجاج، ونحن نملك الكثير من الحجارة...