كتلة عضلات اكثر ودهون بطن أقل يبطئان شيخوخة الدماغ
دراسات و أبحاث
كتلة عضلات اكثر ودهون بطن أقل يبطئان شيخوخة الدماغ
24 تشرين الثاني 2025 , 14:28 م

أظهرت دراسة علمية جديدة أن تكوين الجسم، وتحديداً امتلاك كتلة عضلية أعلى ونسبة أقل من دهون البطن الحشوية، يرتبط بشكل واضح بدماغ يبدو أصغر عمراً وأكثر صحة . سيتم عرض هذه الدراسة خلال الاجتماع السنوي لجمعية الأشعة في أمريكا الشمالية (RSNA)، حيث يقدم الباحثون أدلة قوية على الارتباط العميق بين صحة الجسم وبنية الدماغ.

ما هي دهون البطن الحشوية ولماذا تُعد خطيرة؟

دهون البطن الحشوية هي الدهون المختبئة بعمق داخل التجويف البطني، وتحيط بالأعضاء الحيوية مثل الكبد والأمعاء. وعلى عكس الدهون تحت الجلد، تُعد هذه الدهون أكثر ارتباطاً بالمشكلات الصحية مثل الالتهابات، وأمراض القلب، واضطرابات التمثيل الغذائي.

العلاقة بين تكوين الجسم وعمر الدماغ

قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور سايروس راجي، أستاذ الأشعة وطب الأعصاب بجامعة واشنطن في مدينة سانت لويس: "الأجسام الأكثر صحة التي تحتوي على كتلة عضلية أكبر ودهون بطن حشوية أقل تمتلك أدمغة أكثر شباباً. وصحة الدماغ الجيدة تقلل بدورها من خطر الأمراض المستقبلية مثل الزهايمر."

ما هو "عمر الدماغ"؟

هو تقدير حسابي للعمر المتوقع للدماغ بناءً على فحص الرنين المغناطيسي البنيوي، ويستخدم كوسيلة للتنبؤ بمخاطر الأمراض العصبية.

تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة 1,164 مشاركاً من أربع مواقع مختلفة، 52% منهم من النساء.

متوسط أعمار المشاركين كان 55 عاماً.

خضع المشاركون لتصوير كامل للجسم بالرنين المغناطيسي، مع استخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي لتقدير:

حجم العضلات

الدهون الحشوية (دهون البطن العميقة)

الدهون تحت الجلد

عمر الدماغ الظاهري

النتائج الرئيسية

زيادة نسبة دهون البطن الحشوية إلى العضلات ينتج عنه دماغ أكبر عمراً.

زيادة الكتلة العضلية ينتج عنها دماغ أصغر عمراً.

الدهون تحت الجلد لم تُظهر أي علاقة بعمر الدماغ.

وقال الدكتور راجي: "الأشخاص الذين يتمتعون بكتلة عضلية أكبر كانت أدمغتهم تبدو أصغر سناً، بينما الذين لديهم دهون بطن حشوية أكثر مقارنة بالعضلات بدت أدمغتهم أكبر سناً."

هل يمكننا تغيير ذلك؟ نعم

يشير الباحثون إلى أن بناء العضلات وتقليل دهون البطن الحشوية أهداف قابلة للتحقيق، ويمكن مراقبة أثرها باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي والذكاء الاصطناعي.

كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية تصميم علاجات مستقبلية، مثل أدوية GLP-1 المعروفة بفعاليتها في فقدان الوزن، بحيث تستهدف الدهون الحشوية تحديداً مع تقليل فقدان العضلات.

تأثير الدراسة على الأبحاث المستقبلية

تؤكد النتائج أن صحة الجسم والدماغ مترابطتان بشكل وثيق، وتفتح الباب أمام:

تطوير علاجات أدق للسمنة

تحسين برامج اللياقة والشيخوخة الصحية

ابتكار أدوية تخفض دهون البطن دون التأثير على الكتلة العضلية

استخدام قياسات MRI لتقييم فعالية هذه التدخلات

وقال الدكتور راجي في الختام: "فقدان الدهون، وخاصة الحشوية، مع الحفاظ على الكتلة العضلية يقدم أفضل فائدة لصحة الدماغ وشيخوخته، ويمكن أن يساعد في تصميم جرعات مثالية لأدوية مثل GLP-1 لتحقيق أفضل نتائج ممكنة."

المصدر: The GIST