الكشف عن أصل نشوء الوعي و وظائفه
دراسات و أبحاث
الكشف عن أصل نشوء الوعي و وظائفه
28 تشرين الثاني 2025 , 18:20 م

طرح العلماء في جامعة روهر-بوخوم سؤالا جوهريا: ما الغرض التطوري للوعي؟ ولماذا طورته بعض الأنواع مثل البشر والطيور بينما لم يظهر لدى أنواع أخرى؟ أظهرت دراستان حديثتان أن الوعي تطور لتحقيق وظائف محددة تشمل التفاعل مع البيئة، الانتباه، والتفكر الذاتي، حتى إذا اختلفت البنى العصبية بين الأنواع.

الوعي ووظائفه الأساسية

يقسم الباحثون الوعي إلى ثلاثة مستويات رئيسية، لكل منها دور تطوري محدد:

1. الاستثارة الأساسية (Basic Arousal):

تهدف هذه المرحلة إلى تنبيه الكائن الحي في حالات الخطر للحفاظ على الحياة، الألم هنا وسيلة فعّالة لتنبيه الجسم للضرر وتحفيز الاستجابة الباقية مثل الهروب أو التجميد.

2. اليقظة العامة (General Alertness):

تساعد الكائنات على التركيز على عنصر واحد من بين تدفق معلومات متعدد. تمكننا من إدراك الروابط البسيطة مثل العلاقة بين الدخان والنار، وتطوير فهم علمي أكثر تعقيدا.

3. الوعي الانعكاسي أو الذاتي (Reflexive Consciousness):

يشمل القدرة على التفكير في الذات والماضي والمستقبل، وإدراك الحالة الجسدية، والمشاعر، والأفكار، والسلوكيات. هذا الوعي يمكّن البشر والحيوانات من التكيف الاجتماعي والتنسيق مع الآخرين.

الطيور وفهم الوعي

أظهرت الدراسات أن الطيور تمتلك أشكالًا أساسية من الوعي، تتجلى في:

الوعي الحسي: حيث تختبر الطيور المحفزات بشكل موضوعي، مثل تغيير تفسيراتها لمثيرات بصرية غامضة كما يفعل البشر.

الأسس العصبية: تمتلك الطيور بنى دماغية وظيفية تسمح بدمج ومعالجة المعلومات، رغم غياب قشرة مخية مماثلة للبشر.

الوعي الذاتي: بعض الطيور، مثل الغراب والحمام والدجاج، تظهر قدرة على التمييز بين انعكاسها في المرآة وأفراد آخرين من نفس النوع، ما يدل على وعي ذاتي أساسي وظرفي.

يُظهر هذا أن الوعي تطور بشكل أقدم وأكثر انتشارا مما كان يُعتقد، وأنه يمكن أن يظهر في بنى دماغية مختلفة لتحقيق وظائف متشابهة.

تقدم هذه الدراسات رؤية جديدة حول أصل ووظائف الوعي، مؤكدة أن الإدراك الواعي لم يتطور لدى البشر وحدهم، بل أن الطيور تستخدم آليات عصبية مختلفة لتحقيق نفس الأهداف، مثل التعلم من البيئة، الانتباه للأخطار، وفهم الذات.

المصدر: Ruhr-University Bochum