لغز صناعة تماثيل المواي على جزيرة القيامة في تشيلي
منوعات
لغز صناعة تماثيل المواي على جزيرة القيامة في تشيلي
30 تشرين الثاني 2025 , 11:43 ص

أظهرت دراسة جديدة، اعتمدت على إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لمقلع رانو-راراكـو الشهير في جزيرة القيامة (رابا-نوي)، كيف كانت تُنحت تماثيل المواي العملاقة في ورش متعددة تعمل بالتوازي، ولكل منها أسلوبها المميز.

وقد شكّلت هذه النتائج خطوة مهمة لفهم أعمق لطريقة عمل المجتمعات البولينيزية التي بدأت نحت هذه التماثيل منذ القرن الثالث عشر.

توضح البيانات الأثرية أن مجتمع رابا-نوي في تلك الفترة لم يكن كيانا سياسيا موحدا، بل مجموعات عائلية صغيرة مستقلة. وهذا ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان إنتاج التماثيل قد تم بطريقة مركزية أم بأسلوب موزّع بين مجموعات متعددة.

ثلاثي الأبعاد نافذة إلى الماضي

جمع الباحثون ما يزيد عن 11,686 صورة جوية للمقلع باستخدام الطائرات المسيّرة، ثم دمجوها في نموذج ثلاثي الأبعاد عالي الدقة.

ويكشف هذا النموذج عن مئات التماثيل في مراحل مختلفة من العمل:

نقوش أولية بالكاد تظهر معالمها

أشكال شبه منتهية على وشك الانتقال من المقلع

تماثيل ضخمة ما زالت ملتصقة بالصخر الأم

هذا الكم الهائل من البيانات مكّن العلماء من دراسة المقلع باعتباره مركزًا إنتاجيًا معقدًا ومتشعب الطبقات.

٣٠ منطقة نحت مستقلة وعشرات الأساليب الفنية

توضح الدراسة أن النموذج ثلاثي الأبعاد أبرز 30 منطقة نحت مستقلة داخل المقلع.

وتتميّز هذه المناطق بـ:

اختلاف تقنيات النحت المستخدمة.

تنوع الاتجاهات التي تُستخرج منها التماثيل من الكتلة الصخرية.

بصمات فنية خاصة بكل مجموعة من الحرفيين.

هذه النتائج تتحدى الفكرة الشائعة بأن إنشاء مبانٍ أو تماثيل ضخمة يتطلب سلطة مركزية صارمة.

بل تُظهر أن سكان رابا-نوي تمكنوا من تحقيق إنجازات عمرانية هائلة بجهود مجموعات صغيرة تعمل باستقلالية، لكنها تشترك في ثقافة واحدة ورؤية فنية موحدة.

أول إعادة بناء كاملة لموقع نحت نحو ألف تمثال

تُعد هذه الدراسة أول إعادة بناء رقمية شاملة لمقلع نحتت فيه ما يقرب من 1000 تمثال مواي، وهو ما يفتح الباب أمام فهم أعمق لكيفية تطور هذا الفن الفريد، وكيف تعاون الحرفيون على مدى قرون لصياغة واحدة من أبرز الأسرار الأثرية في العالم.



المصدر: Nauka Mail