غادر البابا، متى الحرب؟
مقالات
غادر البابا، متى الحرب؟
حسن علي طه
3 كانون الأول 2025 , 06:27 ص

بقلم حسن علي طه

بعد زيارة البابا وقبل نهاية العام، لم تحظَ حرب بهذا الكرنفال من الاستقبال كما هي حال الحرب المنتظرة بفارغ الصبر.

لم يَبقَ إلا الأموات لم يُهدَّدوا.

العدو الإسرائيلي رفع وتيرة تهديداته، والموفدون الأمريكيون والأوروبيون أوصلوا رسائلهم، وسفراء ورجالات مخابرات تحرّكوا.

وصولًا إلى جالية العدو في لبنان التي ترى البهجة على وجوهها وهي تضرب مواعيد لبداية الحرب.

والأَنكى أن بعضًا ممن يعتبرون أنفسهم في فلك المقاومة كان لهم نصيب من حفلة الزَّجل القائمة:

أيام قتالية، ألف هدف، اجتياح لنهر الأولي، تقدّم باتجاه راشيا من سوريا، كومندوس في أماكن محدودة.

ولئلا نكون كجُحا الذي كذب الكذبة وصدّقها،

ماذا لو لم تحدث الحرب الموعودة؟ ولأسبابها؟

ماذا سيقول العدو وحلفاؤه وجاليته في لبنان وفرقة اختصاص "اللّتلتة" الموهوبين؟

هل سيُعَدّ ذلك مؤشر ضعف للعدو؟ وهذا منطق.

هل سيعتذر ويعتزل من روّج ببغائية؟ وماذا عن حالة الهلع التي فُرضت على الناس في أرزاقهم وأعمالهم؟

وعلى ماذا اعتمدتم في تحليلاتكم؟

بالرغم من كل ما حصل على مدى السنتين الماضيتين من إنجازات للعدو الإسرائيلي:

•• في غزة، حرب ضروس ودمار مهول وشهداء بعشرات الآلاف.

انتهت الحرب على ما انتهت عليه، وحماس ما زالت موجودة على كامل حدود الكيان- غزة.

•• في سوريا، سقط النظام الداعم للمقاومة، الراضي بالضربات عليه منذ سنين طويلة ومحتفظًا بحق الرد.

إلا أن العدو لغاية تاريخه لم يثبت قواعد اللعب فيها، ولعلّ ما حصل في بيت جن أشبه برصاصات خالد علوان على مقهى الويمبي، بل أكثر.

فأيّ فوضى داخلية في سوريا سنكون كارثية على العدو ، حيث إن أي ضعف للحكم الحالي سيعطي فرصة لكل من يريد قتال إسرائيل مع فقدان مركزية القوة للدولة السورية، وتصبح دمشق أشبه ببيروت ٨٢.

•• طهران التي أراد العدو قلب النظام فيها من خلال ضربات واغتيالات، فكان حساب الحقل فيها مخالفًا تمامًا لحساب البيدر، وانقلب الفعل على فاعله، مما اضطر ترامب إلى دعوة لوقف النار بتغريدة على تويتر.

•• لبنان، وبعد عام على وقف الحرب ولو من طرف واحد، لم يستطع العدو ولا جاليته في لبنان تحقيق هدف نزع السلاح.

وعلى مدى العام المنصرم، الذي استباح فيه العدو كل شيء قتلًا (٣٣٥ شهيدًا) وتدميرًا…

نعم، يسعى العدو للضغط بكل قوته، ومنها تغريدات أفخاي اليوم الهادفة إلى البلبلة، بإعلانه أن حزب الله قتل لُقمان وسكّاف وأبو رجيلي وبجّاني، وهو أسلوب ممجوج، سيما أنه أعلن سابقًا أن الحزب قتل إلياس حصروني ابن رميش.

فالمتوقّع تكرار الاعتداءات نفسها ولو بوتيرة أسرع وأعلى، إضافة إلى استهدافات تُحدث إرباكًا كما حصل ليلة عيد الأضحى عندما استُهدِفت عشرة أبنية في ضاحية بيروت الجنوبية، وضُرب البُنى التحتية للمقاومة في مختلف مؤسساتها التربوية والإعلامية والصحية والدينية.

أما عن الاجتياح البري فهل ما عجز عنه العدو في ٦٧ يوميا في الخيام وشمع ومارون

أصبح قادرا اليوم عليه 29 يوما كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال